البحث عن عمل ليس مجرد خطوة باتجاه الاستقرار المادي فقط؛ بل هو رحلة مليئة بالتحديات والفرص التي تساهم بشكل فعال في تشكيل شخصية الإنسان وزرع القيمة الاجتماعية له. يرتبط مصطلح "عمل" ارتباطاً عضوياً بكافة جوانب الحياة الإنسانية - العلمية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية حتى الروحية - حيث يعكس خيارات الفرد وقيمه ومعتقداته الأساسية. إنها الخطوة الأولى نحو التعرف على الذات واكتشاف المهارات والخبايا الداخلية لكل فرد.
إن اختيار الطريق المهني الصحيح أمر حاسم لأنه يؤثر بصورة مباشرة على الرضا العام للحياة المستقبلية. فنحن نرغب جميعا بالحصول على وظيفة توفر لنا استقرار ماديا، لكن هذا لا يعني أنها ستكون ذات معنى دون إحداث تأثير إيجابي خارج حدود بيئة العمل التقليدية. بعض الناس يحققون سعادتهم عندما يشعرون بتقديم المساعدة للآخرين وبالتالي يسهمون بنمو المجتمع وتميزه. وهذه الرؤية هي ما يمكن تسميتها بالنجاح الحقيقي للمهن.
تتجلى أهمية الأعمال المنتجة فيما تقدمه من دعم مستمر للتطور الذاتي. فهي تمكن الأفراد من تطوير مهارات جديدة واتقان علوم متنوعة مما يسمح لهم بإدارة وجودهم بطريقة ابداعية فعالة. عبر تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى واقع ملموس يتمكن العمال من ترسيخ هويتهم الشخصية وإعادة رسم مخططاتها وفق رؤيتهم للعالم حولهم. وهذا بدوره يدفعهم لتطوير ذواتهم والاستمتاع بفوائد رزقهم الخاص ولجميل خدمتهم لعائلتسهم وحماية مكتسبات المجتمع أيضا. يعمل الدافع اليومي لإعالة النفس وعائلة المرء عامل رئيسي للتحفيز والحفاظ علي نظام يومي منتظم أثناء المخاض للحياة العملية الجديدة.
وفي سياق مختلف تماما فإن للأعمال دور بارز للغاية بالمشاركة في بناء شبكات اجتماعية واسعة النطاق لدى الجماعات البشرية المختلفة ويعود السبب أساسا لأن العمل يعد المصدر الرئيسي للدخل والمعاش وقد منح الانسان القدرة على توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية وكسر حاجز الوحدة والسير بخطى ثابتة نحو مرحلة أكثر نجاعة في عالم اليوم الحديث. بينما يساعد الشعور بالنصر المكتسب عقب اكتمال مهمتنا الخاصة في تغذية غرس الثقة بالنفس وشغل مواقع فريدة بين شرائح المتعاملين المختلفة داخل سوق الشغل الواسع. وعلى الرغم من انعدام تلك المشاعر إلا أنه تبقى ثمة مسؤوليتان أخريان مختلفتان تمام الاختلاف ولكن متكاملتان هما تحمل تكلفة المسؤوليات المحلية والفردية كالرزق ومصاريف المنزل وكذلك التربية الأخلاقية للقاصرين تحت رعايتنا. وفي المقابل فإن أدواراً مختلفة تضطلع بها النساء تعد ذا طابع خاص مثل الرباط الاسري المبني علي التفاني تجاه الأطفال وصلة الرحم واحلال السلام النفسي لاسره الصغيرة والأكبر منه لحظة حرمان الزوج بسبب اضطرار سفره لشغل عقوده ومتطلبات حرفته الجديدة مما يستدعى مشاركة المالكة الرئيسية لها في الاعباء المتوقعة عليها دفاعا عنه ضد الخوف وفراضا السلبية.
وبالتالي فإن ترتيب أولويات الحياة وفق رؤية واضحة بشأن هدفنا النهائي يأتي نتيجة جهودنا وانجازاتنا الشخصية تأخذ منحى تصاعديا مباشرا نحو وجدانيتي الاعتراف والثقة بالنفس والتي تحفل بايجابياتها بما يكفل صلاح حال الافراد وستراتجيات مجتمعات كامله وتعين تقليل نسبة البطاله والنظر بجدية لمشاكل البيئه وغيرها الكثير من المجالات الأخرى المرتبطة بمجموعة تخصصات מקבيله تؤدي الي بلوغ افضل صورة ممكنه لما ترمي اليه أحلام الدول والشعوب المستدامة سواء كانت تنموية أم ثقافية أم اقتصادية ام سياسية .
