- صاحب المنشور: بشار الرشيدي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتسم بالتحديات البيئية المتزايدة والضغوط الاقتصادية، تولي الأبحاثُ العلمية دورًا حيويًا في دفع عجلة التنمية المستدامة. ومن خلال استراتيجيات البحث الاستقصائي المدروسة والنظر المنظم للبيانات الكمية والجودة، يمكن لعلماء الحياة الاجتماعية والثقافية وغيرها من العلوم الإنسانية والمواد والتكنولوجيا مساعدة الحكومات والشركات والأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة وتعزيز نمو طويل الأمد يعزز كلاً من الرخاء الاجتماعي والصحة البيئية. وفيما يلي بعض الأمثلة الواضحة التي توضح كيفية قيام الأبحاث العلمية بتعزيز التنمية المستدامة:
الطاقة المتجددة:
تعد الأبحاث العلمية ضرورية لتطوير تقنيات جديدة أكثر فعالية وكفاءة في استخدام الطاقة المتجددة. فمنذ عام 2010، شهد العالم ارتفاعاً متواصلاً في إنتاج وتوريد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى جانب تحسين أدائهما التقني وانخفاض تكاليف التشغيل الخاصة بهما. وقد ساعد هذا الابتكار المدعم بالأبحاث الدولَ على الانتقال بعيدا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. ففي البرتغال مثلا، بلغ نصيب الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح حوالي %43 من إجمالي احتياجات البلاد من الطّاقة سنة ٢٠١٨ ، مما يجعلها رائدة بين دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باستخدام هذه الطاقة الجديدة. وهذا مثال واضح لكيف أثرت الدراسات الأكاديمية وبرامج العمل المشترك المحلية والدولية بالإيجاب علي قدرتنا علي الوصول إلي عائد أفضل واستخدام أفضل للموارد الطبيعية بكفاءة أكبر وأقل تأثير سلبي عليها .
الزراعة المستدامة :
تعمل الأبحاث أيضا على تطوير طرق زراعية مستدامة تلبي الاحتياجات الغذائية المتنامية للسكان العالمي مع الحفاظ أيضًا على الموارد الطبيعية الأساسية مثل التربة والماء. فقد فتحت دراسة الباحثين لنظام "الحصاد المبكر" وآثار تغير المناخ الطريق أمام اعتماد تدابير مكافحة الجفاف المستندة إلى البيانات - بما فيها زيادة استخدام الري بالتنقيط والتي تعتبر أقل تطلبا للمياه مقارنة بطرق الزراعة التقليدية. وتم تطبيق ذلك بنجاح في العديد من المناطق الجافة حول أفريقيا وآسيا حيث وجه فرق بحث جامعة كاليفورنيا بيركلي جهودهم لإرشاد الفلاحين الصغار لتحقيق محصول أعلي بأقل انبعاث غازات دفيئة وذلك عبر نشر المعلومات حول تقنيات ري مبتكرة وخفض الأعلاف بنسبة %٥٠في تغذيه الحيوانات ؛ كل تلك الجهود كانت مدعومة ببناء قاعدة بيانات معلومات شامله لحالات مشابهة لدعم صنع القرار واتخاذ الإجراءات اللازمة لموجه جديد للتغيرات المناخيه القادمة . إن فهم العمليات الفيزيائية والكيميائية المختلفة المرتبطة بالنباتات والتربة يعد أمرًا حاسمًا لفهم وفهم المخاطر المحتملة لاستنزاف موارد الأرض وسبل التعامل المسؤول معها. ويمكن لهذه الأفكار السلوكية ذات الأثر الكبير أيضاً تشكيل السياسات العامة واتجاهات السوق العالمية.
علوم المواد:
تلعب علوم المواد دوراً أساسياً ضمن قطاع إعادة التدوير والإدارة السليمة للنفايات الخطرة والحفاظ على السلامة البيئية. حيث تعمل بحوث الهندسة الميكانيكية والمعادن بإطار واسع للتحكم بمختلف مراحل سلسلة نقل وإنتاج وإعادة تدوير عدد كبير من المركبات المصنوعة يدوياً أو الآلات الحديثة المستخدمة بصناعات مختلفة بالإضافة لأدوات المنزل المبتكرة و منتجات العناية الشخصية . كما تهدف إحدى الفرق الجامعية المعنية بهذا الموضوع لبحث سبل التحول نحو اقتصاد دائري يستخدم مواد قابلة لاعادة تدوير بشكل كامل ويعتمد بشدة على التصميم الذكي منذ مرحلتى الانطلاق الأولى للإنتاج والمعايير المعيارية لكل قطعه بناء عليه حتى يصل الي نهاية عمر المنتج الأصلي ثم يتم اعاده انتاجه مجددآ بتكاليف أقل وصناعة صديقه للارض ولمستخدمينه الأخيريين ; تمامآ كتلك التجربة الرائعة الشركتين اليابانيتان Asahi Kasei Chemicals وشركة Itochu والتي اعتمدتا نظام الدوائر الثلاث للحفاظ والاستعمال بامتياز للألياف النباتيه الطبيعية بعد جمعها مباشرة عقب عملية جني المحاصيل الموسميه