المطّاط، هذا المادة التي غدت العمود الفقري للتقدم الإنساني، ليس فقط بسبب خصائصه الفائقة مثل القدرة على منع تسرب الغازات والسوائل، ولكن أيضاً لبراعته المرنة التي تمكنه من العودة إلى شكله الأصلي بعد التشوه. هذه الخصائص جعلت منه ركيزة حيوية في العديد من المجالات بدءاً من السيارات حتى الإلكترونيات المنزلية.
يتمحور إنتاج المطاط حول مصدرين رئيسيين هما المطاط الطبيعي والصناعي. يأتي المطاط الطبيعي مباشرة من شجر الهيفيا البرازيلي، والذي ينمو بكثافة في المناخات الدافئة. تتم عملية استخلاصه عبر قطع اللحاء بطريقة تشبه الحرف "V"، مما يؤدي إلى نزول سائل يعرف باسم اللاتكس - وهو العنصر الرئيسي للمطاط الطبيعي. يتم جمع هذا اللاتكس ونقله إلى مرحلة التجفيف عبر وضع الطبقات على صفائح كبيرة. بينما يستخرج المطاط الصناعي من مواد كيميائية، بما فيها المركبات البترولية والمواد المؤينة كهربائياً. هذه العملية تتطلب تقنيات خاصة لإنتاج منتجات ذات خواص فريدة تناسب مختلف الاحتياجات.
عملية التصنيع نفسها تبدأ بعجن مكونات المطاط لتيسير تدفق الجزئيات الصغيرة وكسر الاتصالات بينها. يلي ذلك مرحلة الخلط لاستكمال دمج تلك الجزئيات وإنشاء شبكة متماسكة. الخطوة التالية هي التشكيل، غالباً ما تكون بواسطة القالب أو النفخ. وينتهي الأمر بمرحلة المعالجة النهائية لتحقيق تماسك أكثر واتساق ثابت للشكل.
بالحديث عن الأنواع المختلفة من المطاط الصناعي، يمكن تقسيمها بناءً على الاستخدامات. يوجد هنا النوع العام مثل SBR (استايرين بوتاديين روبا)، معروف بثمنه الرخيص ومتعدد الاستعمالات. أما بالنسبة للاستخدامات الخاصة، فإن هناك مجموعة من الأنواع تقدم مستويات عالية من التحمل للعوامل الخارجية كالدرجات الحراريّة العليا والبخار والنفط وغيرها الكثير. بعض الأمثلة تشمل مطاط البوتيل بمقاومته لأوكسجين الكهرباء المستخدم في صناعة خطوط البترول، ومطاط النيوبرين القوي ضد التلف، ومطاط السيليكون ذو المرونة العالية والمناسب لامتصاص الأشعة فوق البنفسجية وأوكسجين الشمس، وكذلك مطاط الكاربونفلوري الأخير سعراً ولكنه الأكثر فعالية عند التعرض للحرارة الشديدة والسوائل الزيتية. كل نوع يعرض توازن خاص بين القيمة والثبات والأداء الوظيفي تحت ظروف مختلفة.