الصناعة بالمغرب: ركائز وملامح رئيسية للاقتصاد الوطني

تُعدُّ المملكة المغربية واحداً من البلدان الواعدة إفريقياً وأوروبياً؛ إذ تَجمع بين موقع جيوسياسي متميز واتصال بحري مباشر مع أوروبا عبر مضيق جبل طارق،

تُعدُّ المملكة المغربية واحداً من البلدان الواعدة إفريقياً وأوروبياً؛ إذ تَجمع بين موقع جيوسياسي متميز واتصال بحري مباشر مع أوروبا عبر مضيق جبل طارق، مما ساهم في نمو قطاعي التجارة والصناعة بشكل ملحوظ. يُمكن تقسيم الصناعات الرئيسية داخل المغرب حسب عدة مجالات هامة تشمل:

الصيد البحري والثروة السمكية: تتمتع المغرب بشريط ساحلي طويل يصل إلى حوالي 3500 كيلومتراً، وهو ما يجعلها مركزاً رائداً لصيد الأسماك وخاصة أسماك القرش والسردين والتونة الحمراء. تُساهم صناعة المصايد البحرية بجزء كبير من الدخل السنوي للبلاد كما أنها مصدر دخل لكثير من العائلات الساحلية.

الصناعات التقليدية والحرف اليدوية: تحتفظ الثقافة المغربية بثرائها الحرفي والمعماري والعمراني القديم, والذي ينعكس اليوم في حرف يدوية متنوعة ومتنوعة كالأعمال الجلدية والنسيجيات والأواني الفخارية والمفروشات المنزلية الجميلة. تحظى هذه المنتجات بإقبال واسع لدى السياح الذين يقصدون المنطقة بحثاً عنها كمقتنيات فريدة تحمل الطابع المحلي.

الصناعات الغذائية الزراعية: باعتبارها واحدة من أغنى مناطق العالم زراعياً، تستغل الحكومة المغربية مواردها الطبيعية بكفاءة عالية لتغذية السوق الداخلية وتعزيز القدرة التصديرية نحو الخارج. تتنوع الإنتاج الزراعي بما فيه منتجات الحبوب والفواكه والخضراوات وزيت الزيتون العذب الشهير عالميًا. رغم بعض تحديات الاعتماد الكبير على مستوردات الوقود الأحفوري، إلا أن جهود الدولة تبذل لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإنشاء مشاريع للطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل نفقاتها المستقبلية وضمان سير عملية التصنيع بسلاسة أكبر.

الفوسفات واستخراج المعادن: تمتلك المملكة احتياطيات فوسفات ضخمة تضاهي ثلث المخزون العالمي لهذه السلعة الاستراتيجية. يستخدم هذا المعدن أساساً لإعداد الأسمدة المختلفة والتي توفر حاجتها الخاصة بها تماماً وتصدر الفائض للأقطار الأخرى لقارة إفريقيا عامة وشمالها خاصة. تجدر الإشارة هنا أيضاً لأنشطة التنقيب المستمرة عمنجم اليورانيوم المرتبط ارتباط وثيق باستخلاص الفوسفات ذاته؛ فرغم محدوديته نسبياً إلّا انه يعد مصدراً إضافياً للدخل للدولة إذا أحسن تدبيره وحكمته سياسياً واقتصادياً.

بهذا فإن مسيرة تنمية الثروة الوطنية بالمغرب ترتكز بجدارتين اساسيتان هما رأس المال البشري وما تزخر به الأرض من خيرات طبيعية قابلة للتطوير والإدارة الناجحه لها سياسيا وإدارة الانتاج والتصنيع أيضا .


عز الدين القروي

3 مدونة المشاركات

التعليقات