- صاحب المنشور: الشاوي المزابي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في العواقب المدمرة للتغير المناخي. من الجفاف الشديد إلى الفيضانات القاتلة، وأعاصير أكثر شدة، أصبح العالم يتعامل مع آثار تغير مناخي غير مسبوقة. وعلى الرغم من الوعي المتزايد حول هذه الأزمة الخطيرة، إلا أن هناك العديد من التساؤلات بشأن فعالية جهود المجتمع الدولي للتعامل مع هذا التهديد العالمي.
التحرك الحكومي والالتزام بالمعاهدات الدولية
بدأت المفاوضات العالمية حول تغيير المناخ منذ مؤتمر ريو دي جانيرو عام 1992، حيث تم توقيع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (UNFCCC). وقد أدت هذه الاتفاقية إلى إنشاء بروتوكول كيوتو في العام 2005 الذي طلب من الدول الصناعية خفض انبعاثاتها الغازية الدفيئة. ثم جاء اتفاق باريس للمناخ في العام 2015 كخطوة مهمة أخرى نحو الحد من الاحترار العالمي. رغم هذه المعاهدات الدولية والإجراءات التي اتخذتها بعض البلدان مثل الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وغيرها، فإن الواقع الحالي يشير إلى عدم تحقيق المستويات المرجوة من الانخفاض في مستويات الكربون. فبحسب تقرير صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، يجب على جميع دول العالم تقليل انبعاثاتها بنسبة تتراوح بين 45-60% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010 إذا أردنا تجنب زيادة درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة - وهي خط الانهيار الحرجة بالنسبة لكثير من الأنواع البيئية والحياة البشرية.
دور القطاع الخاص والشركات
بالإضافة إلى الحكومات، يقع عبء كبير على عاتق الشركات الخاصة والجهات الفاعلة الأخرى خارج نطاق الحكومات لتحمل مسؤولياتها تجاه بيئة الأرض. ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة لإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي بطريقة تعطي الأولوية للاستدامة وتقلل بشكل فعال من التأثيرات الضارة للاقتصاد التقليدي على المناخ. مثال ذلك يأتي عبر تحويل الاستثمارات بعيدا عن الوقود الأحفوري وانتقال الطاقة إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة كتلك النابعة من الرياح والشمس والكتلة الحيوانية والنووية ولكن بعد تأمين سلامتها. بالإضافة لذلك، يمكن للشركات أيضا تبني تصاميم منتجات صديقة للبيئة واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير مما يساهم أيضا بخفض البصمة الكربونية لها ولعملائها المحتملين الذين يهتمون بصورة متنامية بالأبعاد الأخلاقية والبيئية لأعمالهم اليومية.
تأثير الرأي العام والثقافة الشعبية
لا يمكن الفصل كذلك بين النهج المعتمد عالميا لمكافحة ظاهرة التغير المناخي وبين الأدوار المحورية لكلٍّ من الجمهور وشخصيات الثقافة النافذة شعبياً والتي تلعب دوراً حاسماً فيما يتعلق بكيفية تناول الجمهور لهذه المسائل والقضايا المطروحة أمام العالم حاليًا والتوقعات المرتبطة بها مستقبلاً. فقد ظهرت حملات رفع مستوى الوعي حول قضيتي تغيّر الطقس وكفاءة استخدام موارد الطبيعة محاولة لجذب انتباه العامة واتخاذ إجراءات فرديه مجتمعيه أكبر ضد هذه الظاهره المقضاة للأرض والمخلوقات عليها .ويحتاج الأمر الآن لحشد المزيد من الأصوات الشعبيه لدفع السياسيين باتجاه سياسات أقوى أعظم جدوى وقدره علي التصدي لهذا الخطر العالمي المصيري الذي يلوح بالمآل البربري لعالمنا الأعز .إن نجاعة أي استراتيجيات مستخدمة سيعتمد بدرجة كبيرةعلي مدى