- صاحب المنشور: هيثم بن تاشفين
ملخص النقاش:
لقد أحدثت الثورة التكنولوجية الحديثة ثورة حقيقية في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية حول العالم. وعلى رأس هذه التقنيات كان دور الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية الإبتكار وتسهيل التحولات الرقمية. هذا الاستعراض يلقي الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة تقدم المجتمع الحديث وتعزيز قدرته على مواجهة تحديات المستقبل المحتملة.
التعريف بالذكاء الاصطناعي:
الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الكمبيوتر الذي يتعامل مع تصميم وإنشاء الآلات والأجهزة القادرة على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشريًا مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات وتحليل البيانات واستيعاب المعلومات الجديدة. يمكن تقسيم أنواع الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة مستويات رئيسية هي:
- الذكاء الأصطناعي الضعيف: يركز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على مهمة واحدة أو مجموعة محدودة من المهام ولا يتمتع بفهم عام للمجال كما تفعل الأدمغة البشرية. أمثلة عليه تشمل الروبوتات المصممة لإنجاز أعمال بسيطة كخدمة العملاء عبر الهاتف والإجابة على الأسئلة الشائعة والاستجابة لتوجيهات المستخدمين البسيطة.
- الذكاء الاصطناعي المتوسط العميق: وهو أكثر تعقيداً من سابقه ويُظهر فهمًا أفضل للبيئة المحيطة به وقدر أكبر على تعلم وتكيّف لسياقات جديدة ومتنوعة لكن ضمن نطاق محدود للغاية مقارنة بالأدمغة البشرية. مثاله الشهير "شات بوت" قادرٌ على فهم المحادثات الطبيعية وحتى إجراء نقاشات معمقة نسبياً حول موضوع ما ولكن داخل اطار ضيق ومحدود المعرفة والمعرفة بهذا الموضوع تحديدًا.
- الذكاء الاصطناعي العام: وهو مستوى أعلى بكثير مما سبق حيث تهدف إليه العديد من الدراسات البحثية حاليًا ولكنه لم يصل بعد لمرحلة التطبيق الناجح خارج حدود التجارب التجريبية والمختبرية. يمتلك هذا المستوى القدرة النظرية النظر على القيام بأي عمل عقلي يقوم به الإنسان وبمستواه أيضاً بل وقد يفوقانه احياناً لو تم تزويده بقواعد بيانات مناسبة لهذا العمل العقلي الخاص بالإضافة لما قد تحتاجه أي مهنة أخرى عامة وهذا يعني أنه سيكون بمقدرته خلق أعمال ومهارات ذات طبيعتها جديدة وغير متصورة حاليا تماما إذ لن تكون هناك حاجز زمني وفكري بين تطوير الكفاءات البشرية والتطور العلمي التقني المرتبط بانواع مختلفة من الانظمة الصناعية الحديثة.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الحياة اليومية:
أدى ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى تغيير جذري كبير في طريقة قيام الناس بنمط حياتهم وأنشطتهم اليومية المختلفة وذلك نتيجة للتطبيقات العملية الواسعة لهذه التقنية والتي غدت جزء لا يتجزأ منها ومن الأمثلة عليها :
* التعلم الآلي: أصبح بإمكان الطلاب الآن الحصول على درجات علمية معتمدة عبر الإنترنت باستخدام كورسات موجهة نحو استخدام الخوارزميات الخاصة بالتغذية الراجعة الفورية أثناء التدريس مما يساعدهم كذلك بتحديد نقاط ضعفهم والقوة لديهم وفق لحظياً مقابل خيارات دراسية مشابهة كانت تعتمد سابقآ علي الخطوات التعليميه التقليديه والحضور الشخصي غير المرن والذي يصعب معه معرفة مدى استوعاب طالب لعرض محتوي معلوماته بشكل مباشر إلا عقب انتهاء الجزء التعليمى لباقى زملائهما