ظهرت فكرة إنشاء منظمة التجارة العالمية تحديدًا خلال فترة ازدهار شديدة للتجارة العالمية، والتي شهدت معدلات تصدير مرتفعة للغاية. وقد جاءت المنظمة كهيكل تنظيمي جديد يطور وينوب عن الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (GATT) التي ولدت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. تضم المنظمة اليوم أكثر من 164 دولة عضو، مما يعكس دورها الحيوي والكبير كجهة دولية رائدة في رسم سياسات ومعايير التجارة الدولية.

تتأكد أهمية WTO من خلال أهدافها المتنوعة والمفصلة. أول تلك الأهداف هو تعزيز بيئة اقتصادية مستقرة ومتنامية عبر تشجيع المنافسة العادلة والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية. كما تساهم المنظمة أيضًا في توسيع الفرص الاقتصادية لكافة البلدان الأعضاء، خاصة تلك الواقعة ضمن مصاف الدول النامية، وذلك من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادي.

على مستوى العملية، تتولى WTO عدة أدوار عملياتية حيوية. فهي تقوم بدراسة وتقييم السياسات الوطنية المتعلقة بالتجارة، بالإضافة إلى كونها الهيئة المشرفة والمعنية بإدارة ومتابعة تنفيذ مختلف اتفاقيات التجارة العالمية. كذلك تقدم منصة للحوار بين الدول بشأن المسائل التجارية الملحة، وهو الأمر الذي يدفع باتجاه حل النزاعات التجارية بطرق سلمية ودولية وفق قانون عالمي عادل.

كما تستند رؤية المنظمة العالمية للتجارة إلى محاور رئيسية مثل إبرام عقود شاملة لحقوق الملكية الفكرية وحماية حقوق الملكية الصناعية والتجارية. علاوة على ذلك، تعمل الوكالة بشكل دؤوب لتغطية جميع جوانب التجارة الحديثة عبر التفاوض حول مراسيم جديدة تلبي احتياجات الاقتصاد العالمي المتحول باستمرار. ويُعتبر مدير عام المنظمة حاليًا السيد روبرت أزيفيدو والذي يشغل موقع القرار الإداري الأعلى فيها منذ توليه المسؤوليات الرسمية سنة ٢٠١٣. وبذلك نسعى دوما لإرساء دعائم توازن فعال للقواعد التجارية يحافظ على استقرار العلاقات الثنائية والدولية المبنية عليها لخلق مجتمع أعمال آمن ومزدهر تحت مظلته القانونية الآمرة.