تعدّ شركة نيسان واحدة من كبرى شركات صناعة السيارات على مستوى العالم، والتي تمتد جذورها إلى اليابان، ولكن نشاطاتها الإنتاجية تغطي مناطق عديدة حول العالم بما يعكس التزام الشركة بتلبية احتياجات العملاء المحليين والدوليين. بدأت قصة نجاح نيسان عام 1911 عندما أسس ياتارو إيشيكاوا أول مصنع لها في مدينة كيوشو اليابانية تحت اسم "Nissan Motors Limited". منذ ذلك الحين، تطورت الشركة بشكل كبير وأصبحت قوة رئيسية في سوق السيارات العالمي.

نشأة وتطوّر علامة نيسان التجارية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ التصنيع الياباني المعاصر. خلال الحرب العالمية الثانية، اضطرت نيسان لتغيير مسار إنتاجها لإنتاج المركبات العسكرية للجيش الياباني مما أدى إلى توسيع قدرات الشركة الهندسية والمعرفية. وبعد انتهاء الحرب مباشرةً، واصلت نيسان العمل الدؤوب لاستعادة مكانتها عبر إعادة التركيز على تصميم وبناء سيارات الركاب الفاخرة والمريحة التي كانت قبلتنا لدى المستهلك بعد سنوات القتال المؤلمة.

في الخمسينيات والسادسة من القرن الماضي، اتخذت شركة نيسان خطوات مهمة نحو تبني تقنيات جديدة وتوسيع حضورها الدولي. وفي العام ١٩٥٩، دخلت الشركة السوق الأمريكية لأول مرة مع سيارة داتسون ٢١٠ وقد حققت مبيعات جيدة ما ساعد في ترسيخ شهرتها خارج حدود وطنها الأم. كما شهد هذا الوقت توقيع اتفاق تعاون استراتيجي مع رينو الفرنسية والذي مهد الطريق لمزيدٍ من النمو المشترك مستقبلاً.

مع مرور العقود التالية، ازداد انتشار شبكة مصانع ومراكز خدمات نيسان ليغطي كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. فبالإضافة إلى موقعها الرئيسي في اليابان، يوجد اليوم أكثر من ثلاثين مكان للإنتاج المنفرد أو المشترك للشركة بما فيها مواقع داخل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وإسبانيا والصين وروسيا وغيرهن الكثير. ويتمثل هدف هذه الاستراتيجية الجغرافية الواسعة بتوفير منتجات ذات جودة عالية وفق متطلبات العملاء المحليين باستخدام مواد خام محلية قدر المستطاع لتقليل تكاليف الشحن والحفاظ على بيئة عمل صحية بالنسبة للعاملين أيضًا.

وفي الآونة الأخيرة، انصب تركيز إدارة نيسان على تقديم حلول مبتكرة لسيارات الكهرباء والمركبات الهجينة بهدف تحقيق رؤيتها الطموحة بأن تكون رائدة في مجال التنقل الذكي والأكثر صداقة للبيئة بحلول العام ٢٠٣٠. وقد حازت ابتكارات مثل سيارتي LEAF وe-NV200 جائزة العديد من الجوائز الدولية تقديرا لدورها الرائد تجاه قضية الحدّ من الانبعاثات الضارة واستدامة الطاقة المتجددة.

بذلك يمكننا القول إن رحلة نيسان المصيرية تعد مثال حي على كيفية تحويل تحديات الصناعة الناشئة إلى فرص عظيمة للمضامير التجارية والعلمية. ومن منظور تاريخي واجتماعي，هذه الرحلة تمثل أيضا مرآة عاكسة لحال المجتمعات البشرية أثناء انتقالاتها الاقتصادية والثقافية الهائلة خلال القرون الحديثة - وهذا تماما سبب اهتمام الباحثين والأكاديميين بهذا الجانب الخاص بسرد القصص المغلفة بالتكنولوجيا والابتكار ضمن السياقات الثقافيه المختلفة.