يمثل الخشب أحد أهم وأقدم المواد التي يستغلها الإنسان منذ القدم. وهو نتاج لميكانزمات بيولوجية معقدة تحدث داخل خلايا أشجار ونباتات خشبية مختلفة. فكيف يتم تصنيعه؟ وما هي خصائصه الفريدة واستخداماته المتنوعة عبر الزمن؟
فهم عملية خلق الخشب
في جوهره، الخشب عبارة عن هيكل هلامي قابل للتمدد مصنوع أساسًا من الألياف السيلولوزية الناعمة المعززة بمادتين متماسكتين هما الجزيئات اللغنينية والعصاريات. هذه التركيبة الفريدة تجعل منه مادّة شديدة المرونة ومقاومة للقوى المؤثرة عليه سواء أثناء عملية نمو الشجر أو بعد قطعه وحصاده لاحقًا.
يعيش حاليًا على سطح الأرض أكثر من ترليون طن متري من ثروات الخشب، حيث تستطيع تلك المساحات الخضراء إنتاج نحو عشرة بلايين طن جديدة كل سنة. يعادل ذلك كثافة تبلغ ثلاثة أمتار مكعبة لكل فرد حول العام، الأمر الذي يجعله موردًا واعدًا بشكل كبير للاستخدام المستقبلي البعيد المدى نظرًا لكونه مصدرًا عالي الكفاءة ومتجدد بطبيعته لتحقيق الاقتصاد الأخضر المعتمد على الطاقة البديلة والصديقة للبيئة.
استخداماتها التاريخية والمعاصرة:
تم اعتماد الخشب عمليا كتطور أساسي لنظام الحياة الإنسانية بدءًا باحتياجات التدفئة والدفء وانتهاء بتطبيقات التصميم الداخلي والخارجي - بما فيها إنشاء المنشآت المختلفة كالفلل والفنادق وحدائق الأطفال وغيرها الكثير. بالإضافة لذلك، فلقد استعملت مجالات عدة أنواع خشب متنوعة بغرض توليد الكهرباء والحرارة أيضًا، خاصة وأن له القدرة على تخزين غازات الاحتباس الحراري لفترة طويلة نسبياً.
ومن بين الاستخدام القديم والذي مازالت بعض البلدان تعتمد عليه حرق أغصان الأشجار لإنتاج طاقتها اللازمة للطهي والتسخين المحلي؛ بينما نجده مسلط الضوء الآن بكثرة ضمن مشاريع إعادة تدوير المخلفات النباتية لاستخراج النفط الحيوي والغاز الحيوي. وفي مجال الهندسة المدنية، يحتفظ الخشب بسيادته التقليدية رغم دخول مواد إضافية حديثًا للساحة بسبب سهولة العمل بها وجودتها العالية ومتانتها التي تفوق العديد من نظائرها المصنعة اصطناعياً. أخيرا وليس آخرا، تعدّ المنتجات الجانبية للنباتات الخشبية -مثل لب اللبن والقطران وغراء خشب الطلح- ضرورية للغاية لحماية وتحسين أداء هياكل المباني المرتفع جداً فوق مستوى البحر مباشرة وخاصة تلك الواقعة عند ساحل البحار المفتوحة معرضة للعوامل الجوية القاسية وعند مداخلها الدقيقة جدًا أيضًا!
--
هذه الصياغة الجديدة تضمنت شرحًا موسَّعا ودقيقًا لكيفية تصنيع الخشب ضمن السياق العلمي والبُعد البيئي والإبداعي للإنجازات البشرية المرتكزة عليها.
