الجمارك هي مؤسسة رسمية حكومية تشرف على حركة البضائع والأشخاص عبر الحدود الدولية، وتضمن امتثال جميع العمليات التجارية للقوانين واللوائح الوطنية والدولية المتعلقة بالتجارة الخارجية. تلعب هذه الهيئة دوراً حيوياً في الحفاظ على الأمن القومي والحماية الاقتصادية للبلاد، بالإضافة إلى تنظيم التجارة العالمية وتعزيز الشفافية والمنافسة العادلة.

تعود جذور مفهوم الجمارك إلى القدم، حيث كانت تستخدم للدفاع عن البلاد وفرض الضرائب على الواردات والصادرات منذ أيام الإمبراطوريات القديمة مثل مصر القديمة وروما. ومع مرور الزمن، تطورت الجمارك لتكون جزءاً أساسياً من النظام الدولي للتجارة العالمية. اليوم، تعمل وكالات الجمارك حول العالم بشكل وثيق مع المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية (WTO) لتحسين فعالية ودقة إجراءاتها وضمان سير التبادل التجاري بسلاسة.

تهدف الجمارك إلى تحقيق عدة غايات رئيسية تتمثل فيما يلي:

1. الحماية الاقتصادية: تضمن الجمارك عدم دخول سلع غير قانونية أو ضارة إلى السوق المحلية أو تصدر منها، مما يحمي المنتجين والصناعات داخل البلد ويمنع المنافسة غير العادلة. كما أنها تساعد في جمع إيرادات الدولة من خلال فرض الرسوم الجمركية على بعض السلع المستوردة.

1. الأمن القومي: تقوم الجمارك بتفتيش وشيك المسافرين والبضائع بحثاً عن أي مواد محظورة أو مشبوهة كالأسلحة النارية والمخدرات وغيرها من المواد الخطرة التي قد تهدد سلامة المجتمع.

1. تنظيم التجارة: توضح قوانين ولوائح الجمارك شروط ومستندات الاستيراد والتصدير، مما يساعد الشركات التجارية على الامتثال لقوانين البلاد والتخطيط لعملياتها بشكل أكثر كفاءة.

1. التعاون الدولي: تعاون جهات الجمارك بين الدول يعزز الثقة التجارية ويسهل عملية تبادل البضائع، فضلاً عن مشاركتها في جهود مكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

بشكل عام، تعد الجمارك أحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة التجارة الدولية الحديثة، وهي ضرورية للحفاظ على استقرار اقتصاد كل دولة وحمايته من التأثيرات السلبية للإرهاب والاتجار بمختلف أنواع المخالفات القانونية الأخرى.