علم الاقتصاد هو دراسة كيفية استخدام المجتمعات للموارد المتاحة لتحقيق الأهداف المرغوبة. وهو فرع أساسي من الفروع العلمية التي تهتم بتحليل سلوك الأفراد والجماعات فيما يتعلق بالإنتاج والاستهلاك والتوزيع للسلع والخدمات. يهدف هذا العلم إلى تحديد الطرق المثلى لاستخدام الموارد النادرة لإنشاء قيمة اقتصادية وكيف يمكن تحقيق التوازن بين المصالح المختلفة داخل المجتمع.
تعتبر فكرة "القيمة" واحدة من المفاهيم المركزية في علم الاقتصاد. تُعرّف القيمة عادةً بأنها مدى رغبة الأشخاص في الحصول على سلعة معينة بناءً على أهميتها بالنسبة لهم مقارنة بالأشياء الأخرى. وبالتالي فإن تحديد ما يُعد ذو قيمة يتم تحديده اجتماعيًا وليس بمفرداته ذاتيًا. يؤكد علماء الاقتصاد أيضًا أنه بينما قد تحتاج بعض المنتجات إلى العمل الجسدي لإنتاجها، إلا أنها ليست المصدر الوحيد للقيمة؛ فالابتكار والإبداع هما جزءان أساسيان آخران يساهمان بشكل كبير في خلق القيمة الاقتصادية.
من منظور تاريخي، تطورت نظريات مختلفة حول طبيعة القيمة الاقتصادية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. طرح آدم سميث نظرية المعروض والقيمة ضمن كتابه الشهير "ثروة الأمم"، موضحاً أن تكلفة الإنتاج هي الدافع وراء تسعير البضائع والخدمات. ومع ذلك فقد انتقد كارل ماركس هذه النظرية بحجة التركيز الزائد على الجانب العمالي وتجاهله للأبعاد الاجتماعية والثقافية المؤثرة أيضًا على قيمة السلعة.
في الوقت الحالي، يشهد مجال علم الاقتصاد تغييرات مستمرة نتيجة لتقدم التكنولوجيا واستحداث وسائل جديدة للإنتاج والتوزيع عبر العالم الرقمي. لذلك، يستكشف الخبراء حالياً كيف تؤثر رقمنة البيئة الاقتصادية على تصورات الناس لقيمة الأشياء وعلى ممارسات السوق التقليدية مثل التجارة الدولية والسوق المفتوحة وغيرهما الكثير مما يدخل ضمن نطاق تخصصات متفرعة أخرى كاقتصاديات الإنترنت واقتصاد البيانات وما شابه ذلك...
هذه لمحة موجزّة عن تعقيدات عالم الاقتصاد وأبرز محاور نقاشاته المستمرة منذ قرون والتي ستستمر بلا شك لفترة طويلة قادمة بسبب ديناميكيتها واستجابة اتجاهات المجتمع الدائمة للتغييرات الجديدة سواء كانت تكنولوجية أم ثقافية أم سياسية ...الخ
