تعد إدارة المعرفة عملية حاسمة تساهم بشكل كبير في تطوير المؤسسات وتحديث أدائها؛ إلا أنها تواجه العديد من العقبات التي قد تعيق نجاح هذه العملية. تشكل هذه التحديات اختباراً لقدرة المنظمة على الاستفادة القصوى من معرفتها وخبرات موظفيها لتحقيق الأهداف المرجوة. سنستكشف هنا بعض المعوقات الرئيسية لإدارة المعرفة وكيف يمكن التعامل معها بطريقة فعالة.
1. نقص الوعي والثقافة المعرفية: يعتبر غياب الوعي والمعرفة حول أهمية إدارة المعرفة أحد العوائق الشديدة أمام التنفيذ الناجح لها. عندما لا يعي أفراد الشركة قيمة مشاركة المعرفة المستمرة، فمن غير المتوقع أن يُظهروا رغبة صادقة في المساهمة بها. لذلك، ينبغي للقيادات اتخاذ خطوات لتأسيس ثقافة تعلم وتعزيز إطار عمل يشجع تبادل الأفكار والمشاركة الجماعية للمعرفة عبر جميع مستويات المنظمة.
2. مقاومة التغيير والتقاليد الراسخة: تعد المقاومة للتغيرات الجديدة مظهر آخر من مظاهر عائق إدارة المعرفة. قد تخشى القوى التقليدية داخل المؤسسات فقدان سطوتها بسبب ظهور تقنيات ومعارف جديدة. ومن ثم، فإن تغيير تلك الآليات الحالية ليس بالأمر الهين بل يستلزم وجود توجهات واضحة نحو التحول الرقمي والاستعداد للتكيف باستمرار مع بيئة أعمال متغيرة دائماً.
3. الوصول المحدود إلى البيانات والأدوات المناسبة: إن عدم توفر قاعدة بيانات مركزية أو استخدام برمجيات غير كافية له تأثيرات كبيرة على فعالية إدارة المعرفة. بدون نظام شامل يدعم جمع ونشر وفهرسة المعلومات بكفاءة، تصبح قدرة المنظمة على استرداد ما تحتاج إليه عند الطلب محدودة للغاية. كما أنه مطلوب أيضا تدريب مناسب لموظفي الشركة لاستخدام الأدوات الحديثة ذات الصلة بتلبية احتياجات الإدارة المعرفية.
4. مشاكل التواصل الداخلي: غالباً ما ترتبط المشكلات الداخلية بالتواصل بعدم فهم واضح لدور كل فرد ومكانته ضمن هيكل العمل العام وتمثيل وظائف وحدات مختلفة. عندما لا يفهم الشخص الواجب عليه القيام به وماذا يحقق، ستكون هناك فرص ضائعة فيما يتعلق بمشاركة الخبرات وحتى اكتساب مهارات جديدة مفيدة لأداء عمله الحالي والمستقبلي أيضاً.
5. ضعف سياسات الملكية الفكرية: تضع العديد من الشركات السياسات الضرورية لحماية ملكيتها الفكرية ولكن تطبيقها العملي يأتي بالنسب الجزئية فقط وبالتالي تضيع الفرص للاستفادة بشكل فعال مما لديها بالفعل. ولذلك، ينصح بإجراء مراجعة منتظمة لهذه القوانين ومراعات مدى انطباقها على الواقع العملي لمنظمتنا إضافة لصقل آليات الانفاذ اللازمة للحفاظ عليها كموارد قيمة للأجيال التالية أيضًا.
إن مواجهة تلك النقاط بخطط مدروسة ومتكاملة سيضمن تحويل عقبات إدارة المعرفة إلى مكاسب طويلة المدى ترقى بدورك الشركة نحو تحقيق أهدافها قصيرة وطويلة الأمد بما فيها زيادة الإنتاجية وتحسين العلاقات بين الموظفين وخفض تكلفة إعادة التدريب بالإضافة إلى تقديم خدمات مبتكرة تلبي حاجة السوق المحلية والعالمية.