الفرق بين المصرف والبنك: نظرة متعمقة

في سعي الإنسان لتطوير الحياة الاقتصادية والتجارية، برزت مؤسستان ماليّتان مهمتان هما "المصرف" و"البنك"، ولكل منهما دور خاص ومهام محددة تجعله مختلفاً عن

في سعي الإنسان لتطوير الحياة الاقتصادية والتجارية، برزت مؤسستان ماليّتان مهمتان هما "المصرف" و"البنك"، ولكل منهما دور خاص ومهام محددة تجعله مختلفاً عن الآخر. قد يعتقد البعض أنهما مصطلحان مترادفان، لكن الحقيقة هي أن هناك فروقات جوهريّة بينهما من الناحية الشرعية والقانونية والفنية. سنتناول في هذا المقال تفاصيل هذه الفروق بشكل مفصل وسلس.

**1. التعريفات الشرعية والقانونية:**

* المصرف: يُعرّف المصرف لغةً بأنه مكان تصريف الأموال ونثرها، أما شرعياً فهو المؤسسة المالية التي تقوم بإقراض المال بشرط وجود الربا (الفوائد الربوية). وهذا يعني عدم التوافق مع الشريعة الإسلامية لأن الإسلام يحرم الربا تماماً. لذلك فإن المصارف التقليدية غير مشروعة حسب التشريع الديني للمسلمين.

* البنك الإسلامي: هو نوع من البنوك الملتزم بتوجيهات الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأعمال والمعاملات التجارية والمالية. يقوم بنشاطاته بناءً على مباديء مثل المضاربة والمشاركة والمرابحة وغيرها مما توافق عليه الفتاوى الشرعية المتخصصة. الهدف منه تقديم خدمات مصرفية تتناسب مع القيم الأخلاقية والدينية للعملاء المسلمين، وبالتالي يتميز بكونه خالياٌ من أي عمولات ربوية أو فوائد باهظة كما هو الحال بالمصارف التقليدية.

**2. العمليات الرئيسية لكل منهما:**

* المصارف التقليدية: تستند أعمالها إلى نظام الفائدة المرتفع وهو ما يعرف بالنظام النقدي الغربي. توفر خدمات متنوعة للمودعين بما فيها حسابات توفير وحسابات مدخرات بالإضافة لقروض بفوائد مرتفعة نسبياً مقارنة بدخل الأفراد العاديين. تعتبر نسبة كبيرة جداً من إيراداتها تأتي مباشرة من تلك الفوائد المفروضة على قروضها وليس فقط من الرسوم الخدمية الأخرى كرسوم الصراف الآلي والاستعلام والسحب والإيداع وما الى ذلك.

* البنوك الاسلاميه: تتمثل أساسيات عملها في تشجيع الاستثمار المشترك بين الطرفين (الدائن والمديون) عبر آلية تسمى "المشاركة". بمعنى آخر أنها تساهم حصة مشتركة ضمن المشروع التجاري وتتقاسم الأرباح والخسائر وفق اتفاق واضح مكتوب منذ بداية تنفيذ العملية التجارية نفسها ولا تخضع لأحد أنواع الفائدة المحظورة دينياً والتي اتسم بها النظام السابق ذكره سابقاً بالنسبة لمفهوم العمل المصرفي التقليدي المستقر حول العالم طيلة قرون طويلة مضت وذلك بحكم سيادة الثقافة المالية الأوروبية وكذلك اثر التأثير الخارجي عليها نتيجة للتطور التاريخي للعلاقات الدولية بعد اكتشاف أمريكا واستخدام طرق جديدة للملاحة البحرية المختلفة أثناء زمن مغامرتهم الجغرافية الشهيرة خلال حقبة عصر النهضة الأوروبية تحت اشراف ملك اسبانيا آنذاك فرديناند الخامس وزوجته إيزابيلا الأولى عام ١٤٩٢ ميلادية والذي يعد نقطة تحول هامة لدى الشعوب الغربية نحو الانفتاح الذاتي والثوري تجاه بناء امبراطوريات عالمية قائمة بذاتها اعتمادا على قوة اقتصاديتها المتنامية حينذاك! بعد هذا الحدث الكبير بدأ انتشار الافكار الجديدة الخاصة بكيفيه إدارة الدول حديثا سياسيا واقتصاديًا مستخدمين فلسفة علم الاقتصاد السياسي الحديث آنذاك المعتمدة على دراسة العلاقات المبنية على تبادل المنتجات بين دول مختلفة بهدف تحقيق الثراء الشخصي للدولة الام اي زيادة ثروتها الوطنية وتحقيق اعلى قدر ممكن من معدلات نموها الداخلي مقابل توسعات خارجية محتملة ذات مردود جيد لإقتصاد البلد المعني .

**3. الأمثلة التطبيقية:**

* مثال على عملية صرف: عندما يستدين شخص قرضًا بفائدة سنوية ثابتة لمدة خمس سنوات بمبلغ عشرة آلاف دينار مثلاً ، سوف يدفع عند حلول الموعد النهائي لهذه السنة الواحدة رسماً مقداره %5% من رأس مال الدين الأصلي أي مبلغ #480 تقريبًا بدون اعتبار لطريقة حساب باقي الأقساط الشهرية المرتبط باستقطاعات شهرية منتظمة مقدار كل منها حوالي #167 إلا ان الاجمال الكلي المدفوع نهائياً سيكون أكثر من ضعف رأس مالك أصلي ! وهذا مثال بسيط لما يحدث حالياً داخل أغلبية غالب المجتمع الدولي بشأن طريقة ادارتها للأمور البنكية العامة .

بينما المثال التالي متعلقا باستخدام بعض أدوات التعامل المنصوص عنها قانونيا طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية :

* مثال لحالة مشاركة استثماریه اسلامیة فعلیة: لنفترض إن كان لديك مشروع تجارة عامه جديد ولست قادراً تمام القدرة على تغطي جميع تكلفة اقامة وإدارة هكذا نشاط ناجح لصغر حجم رؤوس الاموال المتاحة لديكي وقت البدء بهذا الإطار البيزنسي الخاص وكمان لاتملك الخبرة اللازمة لإداراة شؤونه اليوميه بكل مهنية عالية الجوده ...إذن هنلك الحل المثالي لك خارج اطار دائرة المصارف التقليديه وهي طرق التعامل المختلفه للسلف المباشر او حتى المقترحات المقدمه رسمياً من قبل عدة وجهاء رجال الأعمال المحلييين المؤتمنين بطرق استخدام العقود الرسميه الملزمة لاحقاً تضامنياً باستلام حصصه مستقبلا طبقا للنسبة المعلنه سابقه ذكرُنا سابَقاَ . وهناك صور اخري للحالات مشابهه كتلك المتعلقة بالعلاقة التسويقية بين طرفين عقدوا عقد تمويل مع شركة أخرى معروفة عالميا لتوزيع مخزون سلعتها الغذائية المغذِّیۃ ‌مقدرا بالكيلوطن متري واحد تقديريا وكل جزء من أجزاء الصفقة سينتج عنه حصيلتين مستقرتين - الاولى مرتبطة بربح التحويل الثاني مربوط بخطة بقائك ملتزما لمساعدتهم بصفته موزع معتمد لهم لفترة تحدد قبليا وأطول فترة يمكنك الاتفاق عليها مؤشر مدى نجاح اعمالك وانطلاق رحلة تطلعك الي ابراج الخليج العملاقة بالفعل وليس مجرد حلم بريء سراباً...!!

وفي نهاية المطاف يمكن تلخيص الاختلاف الرئيسي بين الاثنين موضحه كالآتي:-


الغزواني الأنصاري

4 مدونة المشاركات

التعليقات