- صاحب المنشور: العنابي البارودي
ملخص النقاش:
تواجه كوكبنا اليوم تحديًا متزايدًا يتعلق بقيمة الحياة نفسها؛ وهو ندرة المياه. هذه الأزمة ليست مجرد خطر محتمل في المستقبل البعيد ولكنها حقيقة واقعة تهدد المجتمعات حول العالم الآن وفي الوقت الحالي. وفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2018، يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص على الأقل تحت ظروف الجفاف الشديد لمدة شهر واحد على الأقل كل عام، مما يؤدي إلى نقص مياه الشرب الآمنة والزراعة والصحة العامة. هذا التحدي العالمي ليس فقط نتيجة للتغيرات المناخية ولكنه أيضا نتيجة للزيادة السكانية غير المسبوقة والإدارة غير الفعالة للموارد الطبيعية.
أسباب أزمة المياه العالمية
- التغير المناخي: يعتبر الاحتباس الحراري أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في توزيع الأمطار والمياه العذبة المتاحة عالمياً. حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تسريع عملية تبخر الماء من الأرض والبحيرات والأنهار، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية وتقليل هطول الأمطار. كما أنه يساهم في زيادة حدّة الظواهر الجوية القصوى مثل الفيضانات والجفاف التي تلحق ضرراً هائلاً بالموارد المائية.
- النمو الديموغرافي: مع الزيادة المضطردة في عدد سكان الكرة الارضيه, هناك طلب متزايد على المياه لأغراض شرب الشخص الواحد وزراعته واستعمالات أخرى . وقد أدى ذلك إلى استنزاف كبير لمخزون المياه الجوفي قبل اكتماله ، بالإضافة إلى الضغط الكبير على محطات تصفية المياه وحفر آبار جديدة للاستجابة لهذا الطلب المتنامي.
- سوء إدارة موارد المياه: غالبًا ماتكون السياسات المحلية والإقليمية المعتمدة لتحسين استخدام موارد المياه غير فعّالة أو حتى مضرّة بيئيًّا. يعتمد العديد من البلدان اعتماداً كبيرًا على الري التقليدي الذي يتميز بفوات كبيرة بسبب عدم وجود شبكات صرف مناسب وعدم دقة طرق ري المثالية للنباتات المختلفة ؛ علاوة علي ذلك فإن بعض الدول تشهد فساداً واسع الانتشار فيما يتعلق بتخصيص حقوق الوصول الي المصادر المائية الأساسية بين مختلف القطاعات الحكومية والشركات الخاصة والمجتمع المدني , الأمر الذي قد يحرم فئة كاملة من الحصول على حصتها المشروعة من تلك الثروة الوطنية الحيويَّة.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة
إن تداعيات أزمة المياه تمتد عبر المجالات الاجتماعية والاقتصادية كافةً ; فهي تؤثر مباشرةعلى قطاعي الصناعة والزراعة اللذان يشكلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني في كثيرٍمن دول العالم الثالث والتي تعتمد أساساً علي الزراعة كمصدر رئيسي للدخل والسكن لسكان المناطق الريفيه بها .كما أنها تخلف آثار سلبيه على الصحة العامة نظرًا لحاجة الناس الملحة لإيجاد حلول مؤقتة ممكنة للحصول علی مصدر وآمن بشربهم يومياً – سواء باستخدام مصادر مياه سطحيه قبيحة وغير نظيفة -أو البحث عن منابع بعيدة وصعبة المنال– وبالتالي تعريض حياة الافراد