تُعتبر إدارة الموارد البشرية ركيزة أساسية لنجاح أي مؤسسة في عالم الأعمال اليوم. فهي تتضمن تنسيق وتنظيم كافة الجهود والطاقات الإنسانية داخل الشركة لتحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية. تركز هذه العملية على العديد من جوانب عمل الموظفين، بما يشمل توظيف المواهب الشابة والكفؤة، تدريبهم وتحفيزهم، والحفاظ على بيئة عمل صحية وسعيدة تلبي الاحتياجات المتنوعة للعاملين فيها.
تبرز أهمية إدارة الموارد البشرية عندما نعترف بأن العنصر البشري يمثل الركيزة الأكثر قابلية للتنمية والثبات ضمن موارد المؤسسة. فعملية صنع القرار الفعالة والاستراتيجيات الذكية وإنتاجية عالية -كلها تعتمد إلى حد كبير على كيفية التعامل مع هذا النوع من الموارد الثمينة. لذلك، تم تطوير نظريات متعددة لإدارة الموارد البشرية عبر التاريخ الحديث.
واحدة من أشهر هذه النظريات هي نظرية "الإدارة العلمية" لفريدريك تايلور والتي تؤكد على تحسين طرق العمل لدفع التقدم الاقتصادي والصناعي. بينما أكد إلتون مايو على دور المحفزات المالية وغير المالية كعامل رئيسي لجذب الاحتفاظ بالمواهب المؤثرة داخليا وخارجيا.
كما قدم خبراء آخرون مثل فرانش، وسيكولا، وشرودون، وشيرمان، وصفًا أكثر شمولاً لما يعنيه مصطلح 'إدارة الموارد البشرية'. وفقًا لهؤلاء الباحثين، فإنها تشمل اختيار موظفينا الدقيق وتطوير مهاراتهم ورعاية رفاهتهم العامة؛ وهي مساعي تتطلب فهمًا عميقًا للسلوك البشري واحتياجات المجتمع المهني الحالي. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد جرانت وجي سميث على ضرورة مشاركة الرؤية المستقبلية للشركة بين مختلف مستويات القيادة حتى يمكن تحقيق توازن فعال بين المصالح الشخصية والفريق الأكبر.
وفي ظل كون القانون الوطني والدولي ملاذًا لأصحاب العمل والموظفين على حد سواء فيما يتعلق بممارسات ولوائح العمل المختلفة، فقد بات واضحًا مدى ارتباط نجاح المؤسسات باستراتيجياتها الخاصة بإدارة مواردها البشرية بدرجة ملحوظة. وفي النهاية، تبقى إدارة الموارد البشرية فنًا قائم بذاته يحتاج لمزيج مدروس بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي للحفاظ على سير أعمالنا بسلاسة ودوران عجلة تقدمنا نحو الأمام.
