- صاحب المنشور: تيمور المراكشي
ملخص النقاش:
في ظل التداعيات العالمية للحرب الروسية الأوكرانية، يبرز سؤال مركز: كيف تؤثر هذه الصراع على تشكيل النظام الدولي؟ منذ اندلاع القتال الجاري بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت هذه المسألة محور اهتمام العديد من المحللين والخبراء. يتجاوز تأثير هذا الصراع حدود المنطقة الأوروبية ويتحدث بصوت عالٍ حول العلاقة المتغيرة للقوى الكبرى.
التأثير الاقتصادي الشامل:
الحرب الروسية الأوكرانية لها آثار اقتصادية بعيدة المدى للأسباب التالية:
- التضخم العالمي: مع تعهد كل من الولايات المتحدة والحلفاء بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات اللازمة للدفاع ضد الغزو الروسي، هناك زيادة متوقعة في الطلب على المواد الخام مثل الحديد والفولاذ والألومنيوم وغيرها التي تعتبر أساسا لإنتاج تلك الأدوات العسكرية. وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالميا، مما يساهم في التضخم.
- الأسواق المالية: تسبب عدم اليقين الناجم عن الصراع اضطرابا في الأسواق المالية العالمية. حيث أدى الخوف بشأن انقطاع الإمدادات الغذائية بسبب وقف تصدير بعض المنتجات الزراعية من أوكرانيا - وهي أحد أكبر مصدري الحبوب بالعالم – إلى تقلبات في سوق الغذاء العالمية وانخفاض قيمة العملات الوطنية لبعض الدول الأخرى غير المعنية مباشرة بالحرب ولكن لديها اعتماد كبير على التجارة مع روسيا وأوكرانيا.
- الطاقة: تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا منتجين رئيسيين للطاقة الطبيعية وتشكلان جزءاً كبيراً من خطوط الأنابيب الرئيسية لنقل النفط والغاز عبر أوروبا. أي تعطيل لهذه الخطوط يمكن أن يحمل عواقب وخيمة على الأمن الطاقوي لأوروبا ويمكن أن يدفع أسعار الوقود نحو مستويات أعلى بكثير محليا وعالميا.
تحديات سياسية وجيوسياسية:
- الأمن الجماعي: شكلت رد فعل المجتمع الدولي تجاه العدوان الروسي تطورات جديدة فيما يتعلق بمفهوم الدفاع المشترك والتزام العلاقات الدولية بالنظام القائم الذي يقوم على احترام الحدود السياسية والاستقلال الوطني لكل دولة عضو فيه. فبينما قدم غالبية دول العالم دعمها السياسي والعسكري لأوكرانيا، فقد رفض البعض الآخر القيام بذلك حتى الآن خوفًا من الانتقام الروسي أو لعوامل أخرى مختلفة تماما تتعلق بسياساتها الداخلية والخارجية الخاصة بها.
- العلاقات الثنائية بين القوى الكبرى: إن المواجهة الدبلوماسية المكثفة والإجراءات المضادة المستمرة بين موسكو وواشنطن تساهم أيضا في خلق حالة توتر جيوبوليتيقي تكاد تكون كاملة وغير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة قبل أكثر من ثلاثة عقود مضت. ويبدو واضحا أنه بالإضافة لتفاقم الوضع المباشر داخل منطقة العمليات الفعلية، فإن احتمالية حدوث مواجهات غير مباشرة هي أمرٌ وارد جدًا ولا ينبغي الاستهانة به أيضًا نظرا لحجم القدرات الدفاعية المحتملة لدى الجانبين والتي تمثل رادعًا أمام توسيع نطاق نطاق الأعمال الحربية خارج حدود خاركيف ولوجانسك ودونباس دونباس وغيرها من المناطق الأخرى الواقعة حالياً تحت السيطرة الفعلية لأحد طرفيه الرئيسيين المتحاربين وهما روسيا مقابل الولايات المتحدة حليفتا الأخيرتين بحسب منظور آخر محتمل قد يراه البعض مختلفًا بناءً علي طبيعة رؤيتها للعلاقات الدولية الملتهبة بالفعل حديثاً نسبياً بالمقارنة بالتاريخ الحديث للتطور التاريخي عامة وفي الفترة الحديثة خصوصا بعد زوال الاتحاد السوفيتي وبداية حقبة انفراد الأمريكي بنفسه كم