عند الانطلاق في رحلة ريادة الأعمال أو التعامل مع الشركات والمؤسسات المختلفة، قد يلتبس الأمر حول المصطلحات مثل "المؤسسة" و"الشركة". رغم التشابه الظاهر بينهما، هناك اختلافات أساسية تستحق الفحص. دعونا نتعمق أكثر لنوضح هذه النقاط الرئيسية.
1. تعريف كل منهما:
* المؤسسة (Institution): تشير عادةً إلى منظمة كبيرة ولها هيكل تنظيمي ومعقد. يمكن أن تكون مؤسسية عامة أو خاصة وتقدم خدمات للمجتمع، سواء كانت أكاديمية كجامعة أو دينية كمستشفى، فهي تعمل وفق مبادئ محددة ومستدامة. تتميز المؤسسات غالبًا بعدم وجود هدف الربح الرئيسي لها.
* الشركة (Corporation): هي شكل قانوني للشركات التي تسعى لتحقيق الأرباح. تتبع نظاماً خاصاً لإدارة الأمور المالية والإدارية، ويتمتع المساهمون فيها بحصة ملكية بناءً على عدد الأسهم التي يمتلكونها. الشركة لديها القدرة على جمع رؤوس الأموال عبر طرح الأسهم للجمهور مما يعطيها المرونة المالية اللازمة للتوسع والاستثمار طويل الأجل.
2. الهيكل القانوني:
في حين تعتبر جميع الشركات مؤسسات، ليس كل المؤسسات شركات. فبينما يتم تأسيس الشركات بموجب قوانين الدولة الخاصة بها للحصول على وضع قانوني خاص يحمي أصحاب الملكيات منها عن الالتزام الشخصي بالديون، فإن العديد من المؤسسات ليست ذات طبيعة تجارية ولا تحتاج لهذه الحماية القانونية.
3. الغرض والأهداف:
تختلف أغراض وأهداف كلا النوعين بشكل كبير. بينما تبحث الشركات بشكل أساسي عن تحقيق المكاسب الاقتصادية وتحقيق العوائد لأصحابها، تركز المؤسسات عادةً على خدمة المجتمع أو تحقيق مهمة نبيلة مثل التعليم أو الرعاية الصحية.
4. الإدارة والتملك:
يتم إدارة الشركات بواسطة مجالس إدارة منتخبة من قبل المساهمين، الذين يعتبرون مالكي الشركة. بالمقابل، ربما يتم توجيه المؤسسات بواسطة مجلس أمناء غير قادرين عادةً على الاستفادة مباشرة من أي مكاسب مادية تنشأ عنها.
لذا، عند النظر إلى شركة ما أو مؤسسة ما، تأكد دائماً من فهم الطابع الخاص لكل واحدة منهم وفهم كيفية تأثير ذلك على طريقة عملها وهيكلها العام ودوافعها الأساسية.