- صاحب المنشور: كريمة بن فارس
ملخص النقاش:
في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا وألعاب الفيديو، أصبح الأطفال والمراهقون يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات للعب. هذا الاتجاه الناشئ يثير تساؤلات جدية حول الآثار المحتملة لهذه الأنشطة على صحتهم النفسية والعقلية. تركز هذه الدراسة الشاملة على تحليل تأثير ألعاب الفيديو على الصحة العقلية لدى فئة الشباب، مع التركيز على جوانب مثل القلق والاكتئاب والسلوك العدواني والإدمان الرقمي.
التأثيرات الإيجابية محتملة
على الرغم من وجود مخاوف كبيرة بشأن آثار ألعاب الفيديو الضارة، إلا أنه يمكن أن تقدم العديد من الفوائد أيضًا عندما يتم لعبها باعتدال. بعض الدراسات تشير إلى أن بعض أنواع الألعاب قد تعزز المهارات الاجتماعية، مثل التواصل الجيد والتفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت. كما يمكن لألعاب الاستراتيجية وأنواع اللعب المشابهة مساعدة اللاعبين على تطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الأبحاث فعالية بعض البرامج العلاجية التي تعتمد على ألعاب الفيديو في علاج اضطرابات محددة كالخوف الاجتماعي أو الاكتئاب الخفيف عند الأطفال.
التأثيرات السلبية الملحوظة
مع ذلك، هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدلة التي توضح التأثيرات السلبية لألعاب الفيديو المكثفة على الصحة العقلية للشباب. واحد من أكثر المخاوف شيوعًا يتعلق بالارتباط بين مشاهدة العنف في الألعاب وقدر أكبر من السلوك العنيف خارج العالم الافتراضي. وجدت عدة دراسات ارتباطاً قوياً بين مستوى التعرض للعنف في الألعاب وتزايد فرص ظهور السلوكيات العدائية بين الأطفال والمراهقين.
الإدمان على الألعاب هو قضية أخرى ذات أهمية متزايدة. يُعرّف منظمة الصحة العالمية "اضطراب إدمان الألعاب" بأنه درجة عالية واستمرار للمشاركة في الألعاب الرقمية حتى على حساب الاحتياجات الأخرى والحياة اليومية الأخرى. يشمل أعراض الإدمان الشعور بعدم القدرة على التحكم في الوقت الذي تقضيه في اللعب، والشعور بالحاجة الملحة للاستمرار باللعب حتى لو كان ذلك يؤثر على العلاقات الشخصية والأداء الأكاديمي والصحة العامة.
بالإضافة إلى العنيفة والإدمان، فقد ربطت العديد من الدراسات زيادة مدة ومستوى لعبة الفيديو بانخفاض جودة النوم وصعوبات التركيز وضعف الأداء الأكاديمي. أيضاً، ارتبط عدد كبير من حالات الاكتئاب والقلق بأوقات طويلة أمضيت أمام الشاشة، مما يوحي بأن التقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية قد يكون خطوة مهمة نحو تحسين الحالة المزاجية العامة.