• صاحب المنشور: حسيبة بن المامون
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور التكنولوجيا وتنامي انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح للرأي العام دورًا مؤثرًا ومستقلًا. تُظهر هذه التحولات الجديدة كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي إعادة تعريف كيفية تكوين الآراء وتشكيلها داخل مجتمع اليوم المترابط. تتجاوز قوة المنصات الرقمية مجرد نقل الأخبار إلى خلق بيئة حيث يتم إنتاج المعرفة والنقاش وتعزيز الأفكار بنشاط من قبل الجمهور نفسه. هذا ليس ترجمة مباشرة للعلاقات التقليدية بين السلطة والإعلام والجمهور فحسب؛ بل إنه يتحدى فهمنا لكيفية عمل الثقافة السياسية الحديثة وكيف تستجيب لها الجماهير.

الوسط الجديد للتواصل السياسي

في السابق، كان الاعتماد الأساسي للأفراد للحصول على المعلومات والتواصل مع الأنظمة السياسية يعتمد غالبًا على مصادر تقليدية مثل الصحف والقنوات التلفزيونية الإخبارية الإذاعية وغيرها. لكن الآن، مع توفر الهواتف المحمولة الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، فإن الإنترنت وزواياه المختلفة -خاصة مواقع التواصل الاجتماعي كـ "تويتر" و"فيسبوك"- قد استولت على هذه الأدوار الوظيفية القديمة للإعلام التقليدي. وفقًا لاستطلاع أجري عام ٢٠١٧، وجد بأن حوالي ثلثي مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يستخدموها كمصدر رئيسي للأحداث الجارية والمعلومات العامة. وهذا يشمل مجموعة متنوعة من المواضيع التي تتراوح ما بين السياسة المحلية والعالمية، القضايا الاجتماعية والثقافية حتى التوجهات الاقتصادية العالمية.

التأثير العميق للمحتوى الذي ينشئه المستخدم

إن القدرة على الوصول الفوري والمباشر لهذه الشبكات لم تعد مقتصرة فقط على القائمين بالإنتاج الإعلامي المهني; إذ أصبح لدى جميع الأشخاص الآن الفرصة لإبداء آرائهم وإطلاق حملات شخصية عبر الإنترنت حول قضاياهم الأكثر أهمية بالنسبة لهم. ومن خلال مجموعات الانترنت وغرف الدردشة واتفاقيات الهاشتاق المشترك # Hashtags) ، يمكن لأعضاء المجتمع تبادل وجهات النظر ونشر رسائلهم مباشرة وبكثافة عالية مما يؤدي إلى حشد دعم جماعي قوي خلف تلك الرسالة الرئيسية الواحدة. كما يسمح شكل المحتوى هذا بتوترات أكثر سخونة مما يحدث عادة خارج نطاق الإنترنت حيث تكون الحجة أقصر بكثير وعادة أقل تنظيماً نظراً لقواعد اللغة المكتوبة مقابل الكلام الشفهي الطبيعية غير الرسمية . لذلك، فقد تحول الأمر من كون الجمهور متلقياً سلبيّاً للمعلومات المقدَّمة إليه بواسطة المؤسسات الإعلامية الدولية أو الوطنية؛ ليصبح مشاركا فعالا في عملية صنع القرار عبر تعبئته ورسم خريطة جديدة لرؤى عامة واسعة الانتشار ذات طابع ثقافي سياسي جديد تماما!

الديناميكيات المتعددة الأبعاد لتفاعلات المستخدمين

تعكس ديناميكية استخدام الشبكة الاجتماعية مدى تعقيد وشخصنة العلاقات الاجتماعية ضمن فضاء رقمي مفتوح أمام الجميع بدون قيود مكانية زمنية محددة سابقًا بطريقة تمثل تحديًا كبيرًا لفهم ماهيتها وتحليل أثرهّا المستقبلي باعتباره ظاهرة بدأت حديثاً نسبيا منذ بداية القرن الحالي ولا تزال تحت البحث العلمي والمتابعة الأكاديمية لدراسة تأثيرها بشكل كامل وآلية تطبيق السياسات المرتبطة بها بشكل صحيح فيما بعد. إن إحدى سماتها البارزة هي قدرتها الغير مسبوقة على توسيع دائرة المؤثرين الذين كانوا مقصورين تاريخيا على نخبة متخصصين اعلاميين وسياسيين بارزين فقط ؛ ولكن الأن اصبح بإمكان اي شخص نشر محتواه الخاص ويتحول الي رمز اجتماعي ذو مصداقيه عاليه وسط جمهور شغوف ومتوائم معه أفقيَا إذا امتلك المواهب اللازمة لهذا النوع الجديد من العمل الدعائي الإلكتروني الحديث والذي يدفع باتجاه تغيير المفهوم القديم للديمقراطية الشعبية نحو ديمقراطية رقمية اقرب إلي الواقع العملي قابل للتطبيق العملي علي أرض الواقع بكل سهوله وفي وقت قصير ملحوظ جدًا. وهذه الخطوة الثورية ستغير الطريقة التقليدية المعتمدة سابقا للاستثمار الاستراتيجي بالموارد البشرية والاعتراف بمختلف الطبقات الفكرية والفنية الموجودةwithin society and contribute to creating a more inclusive political landscape where diverse voices can be heard and heeded by policymakers at