• صاحب المنشور: رياض الحدادي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف الصناعات، يبرز سؤال هام حول تأثير هذا التحول الرقمي الكبير على سوق العمل. فمن جهة، يُعدّ الذكاء الاصطناعي عاملاً محفزاً للنمو الاقتصادي من خلال زيادة الكفاءة والإنتاجية وخفض التكاليف؛ ومن الجهة الأخرى قد يؤدي إلى فقدان الوظائف التقليدية نتيجة الاستعانة بأدوات وأنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي بدلاً منها.

التحديات

1. تغيير مهارات القوى العاملة: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي مجموعة جديدة من المهارات التي تحتاجها الشركات، مثل البرمجة والأتمتة وتحليل البيانات. وهذا يعني أنه ينبغي لإعداد العاملين الحاليين للتكيف مع هذه المتطلبات الجديدة أو مواجهة خطر البطالة بسبب عدم قدرتهم على المنافسة.

1. إنشاء وظائف جديدة وفقدان أخرى: بينما سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء بعض الأدوار الروتينية، إلا أنه سوف يخلق أيضاً فرص عمل جديدة تتعلق بتطوير وصيانة الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتزويد المستخدم النهائي بخيارات دعم وإرشاد. ولكن تبقى هناك حاجة لتقييم مدى توافق هؤلاء العملاء المحتملين لهذه الدور الجديد مع متطلباتها.

1. الآثار الاجتماعية والنفسية للعمل تحت رقابة الآلات: يمكن أن يكون لاستخدام الذكاء الاصطناعي عواقب اجتماعية ونفسية عميقة عندما يتم استبدال البشر بهذه التكنولوجيا. وقد يشعر البعض بالإهمال والعزل الاجتماعي إذا تم طردهم خارج دائرة الإنتاج. كما أنه يجدر بنا النظر فيما لو كانت العلاقات الإنسانية ستتعرض للضرر نتيجة لهذا الانتقال نحو بيئات أكثر آلية.

الفرص

1. زيادة الكفاءة والإنتاجية: توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي حلولا فعالة لعمليات الأعمال البطيئة والمعقدة، مما يتيح للموظفين التركيز على مهمات أكثر تعقيدًا واستراتيجية والتي تطرح قيمة أكبر.

1. تحسين جودة الخدمة والعروض المقدمة: يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم خدمات أفضل عبر تحليله الكبير للبيانات والاستجابة الفورية لاحتياجات العملاء، وبالتالي تعزيز رضا العملاء والثقة بهم لشركاتهم.

1. التوسع العالمي للأعمال التجارية: تساعد أدوات التواصل والتبادل التجاري المعتمدة على الذكاء الاصطناعي رجال الأعمال على الوصول المستمر لسوق عالمية دون الحاجة للسفر المكلف الذي كان ضروري سابقاً.

وفي الختام فإن آثار الذكاء الاصطناعي على العالم المهني مترامية الأطراف ومثيرة للاهتمام سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، ويجب التعاطي بحذر وتروٍ لفهم تلك المؤثرات إدراكياً ثم التصرف بناء عليها لتحقيق أعظم مكاسب ممكنة لمنفعة المجتمع ككل وليس لأجزائه المنفصلة عنه فحسب.