• صاحب المنشور: بشير البدوي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع دخول العالم مرحلة جديدة من التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة الرقمية، تتجسد أمامنا الثورة الصناعية الرابعة. هذه التحولات التقنية العميقة لها تأثير كبير ومباشر على سيناريو سوق العمل العالمي. يُمكن تعريف الثورة الصناعية الرابعة بأنها تحول رقمي شامخ يتضمن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والإنتاج الآلي الذكي والحوسبة الكمومية وغيرها الكثير.

أبرز الأثر الذي تخلفه هذه الثورة هو إعادة تشكيل أدوار الوظائف التقليدية. العديد من الأعمال التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على العمالة البشرية قد تصبح غير ضرورية أو تقل حاجتها مع تقدم الروبوتات والأتمتة. هذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظائف حالية ولكنه أيضا يفتح المجالات الجديدة للوظائف القائمة على المهارات الأعلى مثل تطوير البرمجيات، خبير البيانات، علوم الحاسوب، وتصميم الخوارزميات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الدخول الواسع لهذه التقنيات سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على التعليم المستمر والتدريب المهني. الأفراد الذين يتمتعون بالقدرة على التعلم المتكرر والتكيف مع البيئة المتغيرة سيكونون الأكثر استعداداً للمستقبل. كما ستحتاج الشركات أيضاً الى الاستثمار بكثافة في التدريب الخاص بموظفيها لتزويدهم بالأدوات اللازمة للتغلب على تحديات الثورة الصناعية الرابعة.

من ناحية أخرى، تأتي الفرص الاقتصادية الناشئة نتيجة لهذا الربيع التكنولوجي. ظهور صناعات جديدة تماما كالتعدين تحت الأرض باستخدام الروبوتات، الزراعة المدعومة بالتكنولوجيا والصحة الرقمية هي مجرد أمثلة قليلة لما يمكن أن يأتي من ثمار هذه النهضة العلمية. هذا يعني أنه بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة، يمكن أن تساهم الثورة الصناعية الرابعة أيضًا في زيادة الإنتاجية والكفاءة العامة للسوق العالمية.

وفي النهاية، بينما نشهد الانعطاف نحو عالم أكثر تعقيدا بسبب الثورة الصناعية الرابعة، فإنه يتطلب من الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات العمل معًا لضمان أن يكون الجميع قادرًا على مواجهة التغيرات وتحقيق الفائدة القصوى منها. وبذلك تستطيع المجتمعات حول العالم الاستفادة الكاملة من الثورة الصناعية الرابعة وإيجاد طريق مستدام لمواجهة التحديات المرتبطة بها.