تقييم التأثير المحتمل للذكاء الصناعي على التوظيف والمهن المستقبلية: دراسة تحليلية

مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم حاليا، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءا لا يمكن إنكاره من حياتنا اليومية. حيث يتم دمج تقنيات AI المتقدمة تدريجي

  • صاحب المنشور: رياض الدين بن الشيخ

    ملخص النقاش:

    مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم حاليا، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءا لا يمكن إنكاره من حياتنا اليومية. حيث يتم دمج تقنيات AI المتقدمة تدريجياً في مختلف القطاعات، مما يطرح تساؤلات مهمة بشأن تأثيراته المحتملة على سوق العمل وظروف التوظيف مستقبلاً.

من ناحية، يُعتبر الذكاء الصناعي عاملا محفزا لتغيير طبيعة الأعمال والاستراتيجيات التشغيلية للشركات. فهو يسمح بتقديم خدمات أكثر كفاءة وكفاءة عالية، ويُمكن الشركات من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع بناءً على البيانات الضخمة. كما أنه يساهم في زيادة الإنتاجية وتوفير الوقت والموارد. لكن من الجانب الآخر، قد يؤدي اعتماد هذه التقنية إلى فقدان الوظائف أو تغيير متطلباتها بشكل كبير.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على أنواع معينة من الوظائف؟

تشير الدراسات إلى احتمالية أن يتسبب الذكاء الصناعي في تناقص الطلب على بعض المهارات اليدوية البحتة والتي تتضمن أعمال روتينية ويمكن برمجتها مثل عمليات التحقق الروتيني للمعلومات ومهام التدقيق الباهتة وغيرها الكثير. وقد أثبت الذكاء الصناعي قدرته بالفعل على تعويض العمال الذين يقومون بهذه الأنواع من العمل بكفاءة أكبر بكثير وبأسعار أقل.

بالإضافة لذلك، لن تكون هناك حاجة أيضا لمتخصصي الدعم الفني عند وجود ميزة "الدردشة الآلية" مدمجة في منتوج أحد العملاء. هذا النوع من الخوارزميات قادرٌ تمامًا على مساعدة المستخدمين في حل مشكلاتهم الأساسية دون أي تدخل بشري. وهكذا، فإن هذا النوع من الأدوات سوف يخفض الحاجة لهذا نوع بعينه من المساعدين اللذين يعول عليهم العديد من الأشخاص للحصول على دخلهم الشهري.

ما هي مجالات التوظيف الأكثر عرضة للتأثر؟

وفقاً لتحليلات منظمة العمل الدولية، فإنه بحلول العام ٢٠٣٠ ستصبح قطاعات الخدمات المالية والنقل والتوزيع والتصنيع أكثر انفتاحاً أمام فرص عمل جديدة بسبب انتشار استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي مختلفة. بينما تُقدر نسبة الأفراد العاملين في قطاع البيع بالتجزئة والصحة غير الرسميين بأنهم معرضون لفقدان وظائفهم بفعل تأثير الذكاء الصناعي.

في المقابل، تظهر نماذج اقتصادية أخرى فرصة محتملة فيما يعرف بالـ"توظيف ثانوي"، حيث تقوم شركات تكنولوجيا المعلومات والشركات المرتبطة بها بإيجاد طلب جديد على مجموعة متنوعة من المواهب البشرية المدربة حديثاً لإدارة واستخدام الأنظمة المعتمدة على تقنية الذكاء الصناعي.

التعلم المستمر مقابل الاعتماد الكلي على آلة واحدة

لحماية وظائفه الشخصية ومنع الوصول إليه بسهولة بواسطة أدوات الروبوتات والأتمتة، يستطيع الشخص تعلم مهارات جديدة باستمرار عبر دورات دراسية ذات مستوى عالي وإتقان مواضيع حديثة مرتبطة بمجاله بالإضافة لصقل خبرته العملية كل فترة زمنية محددة. وهذا الأمر ليس مطلوباً فقط للعامل الذي يعمل بنفس المجال بل أيضًا لكل أبناء المجتمع الذين يرغبون في الحفاظ على سلامتهم ضد اختراق عالم العمل الافتراضي القادم والذي سيكون متواجد بفترة قريبة جدًا مقارنة بالنسبة للأجيال الأولى منه قبل سنوات قليلة مضت.


علا القرشي

1 مدونة المشاركات

التعليقات