لاهور هي مدينة نابضة بالحياة تقع في الجزء الشمالي من جمهورية باكستان الإسلامية، تحديدًا في ولاية بنجاب، والتي تعد أكبر المناطق فيها من حيث عدد السكان والمساحة. تتمتع هذه المدينة العريقة بإحداثيات جغرافية فريدة تتراوح ما بين 31°15’ شمالاً و74°01′ شرقاً. تُحدّ لاهور جغرافياً من الشمال الغربي بشيخ، ومن الشرق بواجاه، أما غربها فتطل مباشرة على نهر رافي المقدس عند مدخل أكسايري بوتير.
منذ نشأتها الأولى قبل أكثر من قرن واحد مضى تحت حكم المغول، اكتسبت لاهور رمزية مهمة كموقع استراتيجي للتبادل التجاري والعلم والمعرفة عبر التاريخ. وقد أسهم الموقع الفريد لهذه المدينة -الذي يربط بين طرق تجارية قديمة مثل طريق الحرير وطريق البحر الأحمر– في جعلها جسراً حيويًّا للتلاقح الحضاري والفكري بين الشعوب المختلفة.
وعلى الرغم مما مرَّت به لاهور من تحولات سياسية واجتماعية هائلة منذ استقلال باكستان سنة ١٩٤٧ حتى اليوم، ظلت محافظة على هيكلها القديم وشوارعها الضيقة القديمة كتذكارات لتراث عزيز لا يمكن لأحد إنكاره. كما حافظ سكانها الأوفياء على التزام عميق بثقافتهم التقليدية وعاداتهم وحرف زخارف فنونهم اليدوية الجميلة المستمدة أساسًا من الفنون الزندية والمغولية والإنسانية الأوروبية الخالصة.
وفي حين أنها ليست العاصمة السياسية الرسمية لدولة باكستان، فإن موقع لاهور الاستثنائي واتصاله المباشر بالنهر الكبير الرافي منح لها دورًا مميزًا باعتبارها المركز الرئيس للحركة التجارية والاقتصادية أيضًا داخل البلاد وخارجها. بالإضافة لذلك، تعتبر وجهة جذابة للغاية للسائحين وزائري المعالم الأثرية الهامة المنتشرة بكثرة حول المدن؛ بما فيها قلعة لاهور الشهيرة المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وكذلك الحدائق الرائعة مثل تلك الخاصة بزخارف الماء وجزيرة الحيوانات الصغيرة الموجودة داخل الحديقة العامة الضخمة "مول" وغيرها الكثير مما سوف يستمتع كل عشاق الترحال بالسفر إليها واستكشاف كنوزها المخفية!