- صاحب المنشور: الطاهر المهدي
ملخص النقاش:
لقد أكسبت الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية الكثير من الاهتمام كبديل مستدام للوقود الأحفوري التقليدي. تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى طاقة كهربائية باستخدام الخلايا الشمسية يعتبر أحد أكثر الطرق فعالية لاستغلال هذا النوع من الطاقة. رغم العديد من الفوائد البيئية والمالية المرتبطة بهذا التحول، هناك عدة تحديات تقنية واقتصادية تجعل هذه العملية غير مثالية تماماً حتى الآن.
أولى التحديات الكبيرة هي الكفاءة الإشعاعية المنخفضة نسبيًا للمواد الحالية المستخدمة في تصنيع الخلايا الشمسية. متوسط كفاءتها حاليًا حوالي 20% مما يعني أنها تستغل فقط جزء صغير من الضوء الشمسي الذي يتلقاه سطح الأرض. العلماء يعملون جاهدين على تطوير مواد جديدة ذات كفاءة أعلى يمكنها زيادة إنتاج الكهرباء لكل وحدة مساحة خلية شمسية.
ثانيًا، تكلفة تركيب وتشغيل الأنظمة الشمسية غالبًا ما تكون مرتفعة بسبب سعر المعدات الأولي واستثمار رأس المال الكبير اللازم لتأسيس البنية الأساسية المناسبة. بالإضافة لذلك، فإن العمر التشغيلي لهذه الأنظمة ليس كما نرغب به دائمًا؛ حيث تحتاج بعض الأجزاء الرئيسية للتغيير بعد فترة زمنية محددة. إلا أن اتجاهات التصميم الجديدة والأبحاث الدائمة قد تأتي بحلول قد تخفض كل تلك الاعتبارات الاقتصادية مع مرور الوقت.
بالإضافة لهذين الجانبين الرئيسيين، يوجد أيضًا القضايا الجغرافية/الطقسية الخاصة بتوزيع ومستويات التعرض لأشعة الشمس والتي تؤثر داخل المناطق المختلفة حول العالم. مناطق بعيدة عن خط الاستواء أو التي تعاني نقصا ملحوظا للأيام المشمسة ستكون أقل ربحا اقتصادياً في استخدامها لهذا المصدر النظيف مقارنة بمواقع أخرى تتمتع بشمسي أكبر وثبات أفضل طوال العام.
على الرغم من ذلك، الفرص المستقبلية تبدو مشجعة للغاية. البلدان الصناعية تسعى باستمرار لزيادة اعتماديتها على مصادر الطاقة البديلة كتكتيك استراتيجي ضمن جهود تحقيق الحياد الكربوني والتخطيط للاستقلال الطاقوي المحلي. الحكومات توفر حوافز مالية وتعليمات تشريعية لتحفيز الانتشار الواسع لنظم طاقة الرياح والشمس عبر القطاعات المنزلية والصناعية والحكومية. وفي المجمل، يبدو الطريق نحو عصر جديد قائم اساسه اساسا على توليد الطاقة المتجددة قريب بالفعل ولكن سيحتاج الأمر لصبر وصمود أمام الاختبارات المؤقتة خلال الفترة الانتقالية لإعادة هيكلة بنيتنا الأساسية الطاقوية العالمية اليوم .
