- صاحب المنشور: عبد الرشيد الجوهري
ملخص النقاش:تشكل الألغام الأرضية تهديداً خطيراً ليس فقط للحياة البشرية ولكن أيضاً للتنمية الاقتصادية والاستدامة. هذه الآثار تظهر بوضوح في العديد من البلدان التي تعاني من نزاعات مستمرة أو مرت بها سابقاً. الألغام ليست مجرد عقبة أمام الحركة والانتقال الآمن؛ بل إنها تحدّ من الوصول إلى الموارد الطبيعية مثل الأراضي الزراعية والمياه وغيرها، وهي أساسيات ضرورية للتطور الاقتصادي. كما أنها تكبّد تكاليف كبيرة لعمليات الإزالة والتطهير، مما يثقل كاهل الحكومات المحلية والإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الألغام إلى تشريد السكان وتدمير البنية الأساسية مثل الطرق والجسور، مما يعيق التجارة ويحول دون وصول الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. هذا الوضع المتردي يخلق دورات الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي الذي قد يستمر لأجيال عديدة حتى بعد زوال مصدر العنف الأولي. وبالتالي فإن معالجة مشكلة الألغام الأرضية تعتبر جزءاً حيوياً من الجهود العالمية نحو تحقيق التنمية المستدامة.
يمكننا القول إن الاستراتيجيات الناجحة لمكافحة الألغام تتضمن جهوداً متعددة الأوجه تشمل العمل القانوني والدبلوماسي لإلزام الدول بإتلاف مخزوناتها من الذخائر غير المنفجرة والألغام. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة للمساعدات المالية والفنية لتسهيل عملية تطهير المناطق المصابة بالألغام وضمان سلامتها قبل إعادة استعمال تلك المساحات. وفي النهاية، يعد رفع الوعي حول مخاطر الألغام وتعليم الناس كيفية التعرف عليها بطريقة آمنة أمرًا بالغ الأهمية لحماية الأفراد والعائلات داخل المجتمعات المعرضة لهذه المخاطر.