تعد مدينة ريو دي جانيرو جوهرة وسط مملكة البرازيل الطبيعية والثقافية، فهي ليست مجرد وجهة سياحية شهيرة عالمياً فقط، ولكنه أيضاً تاريخ وحياة مليئة بالألوان والتراث العريق. تقع هذه المدينة الخلابة في الجزء الجنوب الشرقي من البلاد، تحديدًا ضمن حدود ولاية تحمل نفس الاسم، وهي عاصمتها التاريخية. تتمتع ريو بموقع مميز يجعلها مركز جذب رئيسي للسائحين ورواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء. تمتاز المدينة بإطلالتها الرائعة على سلسلة جبلية خلابة تواجه مباشرة مياه المحيط الأطلنطي الصافي، مما يوفر مشهد طبيعي أخاذ يمكن رؤيته من أي نقطة تقريبًا داخل الأحياء المختلفة لمنطقة ريو دي جانيرو المترامية الأطراف.
تاريخيًا، اكتسبت المنطقة أهميتها الاستراتيجية منذ القرن السادس عشر عندما اختارت البرتغال موقع قلعة صغيرة عند مصب نهر "غوانابارا"، فأطلقت عليه اسم "الخليج الذهبي"، والذي تحول لاحقًا إلى اسم رسمي للمدينة الشهيرة اليوم - ريو دي جانيرو. وقد شهدت المدينة توسعًا هائلاً عبر القرون لتتحول إلى واحة حضرية نابضة بالحياة تضم مجموعة متنوعة ومتنوعة من الثقافات والحياة الاجتماعية النابضة.
تشتهر ريو بأنها موطن لأبرز المناطق الترفيهية والسياحية حول العالم؛ حيث تحتضن أشهر شواطئ البرازيل مثل كوباكابانا وإيبانيما وليبلون، بالإضافة إلى التمثال الجبار للمسيح الفادي الملقب بـ"كوركورادو". يُمكن الوصول لهذا العمل الفني المهيب عبر رحلة ممتعة بالقطار الصاعد إلى أعلى قمم الجبال المطلة على بحر الآفاق الواسع. علاوة على كل تلك المقومات الجمالية والفنية، تتباهى المدينة أيضًا بسوق حي تقليدي يحظى بمكانة فريدة لدى المحليين وزواره أيضًا، فهو ليس مجرد سوق تسوق تقليدي، وإنما جزء مهم من الروح الشعبية لمكان يُعتبر رمز للأصالة والعراقة.
وعلى الرغم من ازدحامها السكاني الكبير الذي قد يشكل تحديًا أمام المسؤولين الحكوميين لإدارة المساحة الحضرية ذات الطابع الخاص بهذا المكان الفريد من نوعه، إلا أنه رغم ضغط الزحف العمراني الهائل فقد حافظت ريو على مكانتها كأسعد مدن عيش المواطنين وفق تصنيفات دولية مختلفة بسبب روحها الدافئة المنبعثة من حب أهلها لشوارع مدينتهم وما تزخر به من مهرجانات ملونة وعادات شعبية طيبة تستحق التجربة والاستكشاف.
وتنقسم المنطقة بطريقة ذكية تسمح بالتوسع العمراني المتوافق مع المناظر الطبيعية المحيطة بها. فعلى سبيل المثال، تُطلق على أحد الأقسام الرئيسية لمدينة ريو اسم "شمال غراندي" ويعرف بتجمعاته الصناعية العملاقة وطرق عبوره البحرية واسعة المدى بجسور شاهقة كالذي يصل بين المدخل الشمالي لها وبين مستوطنة نيتروي المقابلة له عبر مضيق يصل عرضه أكثر من ١٤ كم! بينما تأتي الوحدة الثانية تسمى جنوب صغير نسبة لصغر عرض الأرض النافرة بين طرفَي سد البحر من جهة ومن جهة أخرى مرتفع كتلة جبلية شامخة مغروسة عموديًا بالساحل مُشكِّلًا منحنى سلِسًّ يدعم جانبيه جزيرة رودريغو الصغيرة وحمامتها الصغيرة كذلك ينفرد قسم آخر بغزارة خصبه الغطاء النباتي الأخضر حيث يخيم اللون الاخضر فوق معظم فضائه المفتوح فضلاعن وجود مخزون دافئ ونادر لسلاحف الماء العذبة داخله هنا وهناك وكذلك صفوف طويلة للفيلات الرخيصة نسبيا مطلة مباشره علي المياه المالحة أما اماكن اخرى غير بعيده عنه فتزين بحجر زجاجي ملونا يجذب الانظار نحو ساحاتها العامة وسابق مسطحاته التجاريه .
في كل مرة نتحدث عنها فإن الحديث يدور دوماًحول جماليات مكانٍ لا يغفل مطالبات حقوق الإنسان فيه أيضا ، فهناك قضيتان رئيسيتان ربما ظلتا محور نقاش للحكومات والأهل المحليين هما التأمين بالمأوى لحالات الفئات الأكثر فقرا وضعفا اجتماعيا وثانيهما التشديدعلى المحافظة على بيئتها نظرآللخطورةالمؤرقة للتدهورات البيئية المُلحوظة مؤخراً
