تقع تايوان الاستراتيجية في جنوب شرق القارة الآسيوية، تحديدًا خارج ساحل الصين الرئيسي شرقيًّا؛ فهي جزيرة متميزة تُعتبر حلقة وصل هامة ضمن العلاقات الدولية المتشابكة للمنطقة والمحيط العالمي بشكل عام. تتمتع هذه الدولة بخصائص فريدة توضح مكانتها العالمية عبر عدة وجهات نظر جغرافية وثقافية واقتصادية وعسكرية.
على مستوى الأبعاد الجغرافية البحتة، يمكن تتبع حدود تايوان بدقة عالية. تحدها بحر الصين الشرقي ناحية الشمال مباشرةً، بينما يستقبل مياه المحيط الهادي فضاء واسعاً باتجاه الشرق بها. أما غرب تلك الجزيرة الكبير فهو تحت سيطرة ما يعرف بمضيق تايوان الضيق نسبياً والذي يفصله عن الأرض الصينية الرئيسية بشريط بحري ضيق للغاية يسمح بنقل حركة المرور والسفن بحرية قدر الإمكان رغم محدوديته الطبيعية الواضحة مقابل المساحة الكبرى للشاطئ المقابل لبحر الجنوب الغربي المحاذٍ لكلا الجانبين.
ومن الناحية السياسية والاستعمارية التاريخية، تشكل الوضع الملائكي لتايوان مصدر قلق كبير لشركائها الرئيسيين نظرًا لقربه الجغرافي المؤثّر بين أسوار القوتين السياسيتين الرئيسيتين المعروفتين وهما "الصين" و"أمريكا". إن وجود هذا البلد المستقل صغير الحجم وحساسيته الأمنية المرتبطتان ارتباطًا مباشرًا بتلك المنطقة تعني أنه أصبح بطبيعته هدفًا لترقب واهتمام كلا الجانبين الراغبين باستثمار امتيازات موارده وإمكانياته الاقتصادية والعسكرية الفريدة والتي تعتبر ذات ثراء خاص جدًا إذا تمكن كل طرف بإدارة نفوذه بلطف داخل نطاقها الجغرافي الخاص بهم بكل ذكاء واستخدام الاحتجاج الدولي والإعلام كرادع ضد أي تدخل آخر غير مرغوب فيه من قبل منافسه الآخر.
إن دلالة الانقسام الطائفي الداخلي بين الجمهوري والديمقراطي جعلتا قضية مكان تواجد تايوان مركز اهتمام عالميًا أكثر مما كانت عليه في السابق بسبب المخاطر النسبية المنظورة حاليا والتغير المفاجىء للحالة السياسية هناك مؤخرًا بعد اختفاء العديد من الزعماء الأساسيين الذين كانوا يساندون وجهة النظر التقليدية بشأن رفض انفصال البلاد رسميا عن البر الرئيسي لأسباب مدنية وأخرى اقتصاديه واضحه منذ زمن بعيد ولكن تبقى الحقائق الجديدة والأحداث اليومسية تجرف معه ايذا الرأي القديم وتولد حالة جديدة ربما ستفرض نفسها علي الواقع مستقبلاً ولو بدرجة أقل حيوية مما هي الأن لكن ذلك وارد جدا نظرا لأن خيارات خوض حروب كبيرة اصبح امر غير مجدى او قابلة للتطبيق عمليا لذا فإن الوسائل القادرة فقطعلي ايجاد تسويات سلمئية محلية وخارجية وسيكون لها النصيب الأكبر خلال العقود المقبلة بلا شك من أجل فتح الباب أمام عهد جديد يعيشان سويا فيه ويتشاركان مصالح مشتركة وينهيــن فترة طويلة مليئة بالإंزعاج السياسي وانعدام الثقة الطويل المدى .
