تعدّ ولاية ظفار إحدى الولايات التي تتبع محافظة ظفار في سلطنة عمان، والتي تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للسلطنة. تمتد هذه الولاية الساحلية الفريدة بين بحر العرب وجبال الحجر الشرقي، مما يمنحها تنوعاً بيئياً طبيعياً وثقافياً غنياً للغاية. تشتهر ظفار بتضاريسها المتنوعة، بدءاً من الشواطئ الرائعة وصولاً إلى المرتفعات الخلابة، بالإضافة إلى تاريخها الغني والأثر الحضاري البارز. سنتناول في هذا المقال جوانب مختلفة حول موقع ظفار وأهميتها التاريخية والحضارية.
تقع ظفار جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، تحدها بحر العرب غرباً، وسلطنة اليمن شمالاً وغرباً、إقليم حضرموت السعودي شرقاً. تضم المنطقة مساحة كبيرة تقدر بنحو 44,612 كيلومتر مربع، وهي ثاني أكبر محافظة في السلطنة بعد محافظة الظاهرة. تمثل جبال الحجر الشرقي العمود الفقري لمعظم أنحاء المحافظة، بينما يشكل السهل الساحلي المنخفض الواسع خلف سلسلة الجبال الجزء الأكبر من الأرضية الرئيسية للمقاطعة. يُطلق على الساحل اسم "الساحل البحري"، وهو منطقة رملية واسعة ذات كثافة سكانية قليلة نسبياً مقارنةً بالداخل.
تشهد مدنية ظفار نمواً سكانيًا ملحوظًا بسبب خصوبتها الزراعية وموارد المياه وفيرة فيها؛ حيث يصل معدل كثافة السكان إليها حوالي 59 نسمة لكل كم² وفق آخر الإحصائيات الحكومية الرسمية المعلن عنها عام ٢٠٢٠ميلادية/١٤٤١هـ . يرجع السبب الرئيسي لهذا التوسع العمراني لأرض زفر الي تواجد العديد من مصادر الرزق الرئيسية مثل التجارة والصناعة والتعدين والنقل والسياحة وغيرها من القطاعات الأخرى الداعمة للاقتصاد المحلي والعماني بشكل عام.
ومن الجدير ذكره أنّ مدينة صلالة تعد مركز الولاية وحاضرتها الرئيسة ، وهي المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان داخل حدود محافظة وظائف وحتى ضمن امتداد محافظات أخرى مجاورة لها أيضاَ . كما تستقطب الكثير من السياح الراغبين باستكشاف ما تحتويه هذه المقاطعة الجميلة عبر رحلات سنوية منظمة ومنفردة خلال موسم الخريف الشهير المعروف بـ"خريف ضفر". يتميز ذلك الموسم بكسر حر الصيف وانحساره مؤقت لتحل محلها نسيمات خفيفة مهدئة قادمة مباشرة نحو مياه البحر العربي وما يرافقه من أمطار وإنبات الحياة البرية بما فيها الأشجار النادرة والمعمرة منذ قرون طويلة مضت ولعل أهم تلك الأمثلة هو نوع خاص من النبات يعرف باسم "العنص". ويعتبر تطابق فصول السنة بين هذين الجانبين-الأرض والبحر – عامل جذب رئيسي لإقامة فعاليات ثقافية واجتماعية متواصلة لدى أهل البلد وزوار الداخلين إليه كذلك دون استثناء لأحد منهم حسب تقديري الشخصي للحالة الاجتماعية العامة عامةً. أخيرا وليس آخرا فإن وجود ميناء تجاري حديث يدعى "ميناء صلاله الدولي" يعد مستقبل اقتصاد البلاد الصاعد لمدة عقود عديدة القادمة بكل تأكيد نظرًا لما يحمله المستقبل الاقتصاد العالمي حاليًا وهذه سنة الحياة وطبيعتها المعتادة . وفي النهاية يمكن القول إن ولاية وظافر هي مثال حي لدولة واقعة وسط تناغم عجيب بين عناصر طبيعية متكاملة ومتنافرة بطبيعتها لكن نجحت مجتمعاتها الأصلانية بحسن إدارة مواردها واستثمار كل قطرة دموية منها بفكر مؤسساتي عمراني منهجي شامل وروحي برفقة نهضة علمية شاملة ومعاملة إنسانية راقية تجاه الأقليات المختلفة الموجودة بها أيضًا وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار البيئي والشخصي داخليا وخارجيا لفترة مطولة جدآآآآآآآآآ!
