تقع مدينة صفد في شمال غرب فلسطين التاريخية، وهي تضم بتاريخ غني وموروث ثقافي قيم. تأسست المدينة منذ القدم، وكانت مركزًا إداريًا وثقافيًا هامًا خلال عهد الدولة الأيوبية والمماليك. تتميز صفد بموقعها الاستراتيجي بين سهول الجليل وجبال نابلس الجنوبية الغربية، مما جعلها هدفًا حيويًا للحروب والمعارك عبر القرون.

وفي العام 1948 ميلاديًا (1367 هجريًا)، تعرضت صفد لهجوم إسرائيل العسكري أثناء النكبة الفلسطينية، وسقطت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية في بداية شهر مايو. جاء هذا الانهيار بعد فشل المحاولات العربية لحماية السكان المدنيين والحفاظ على سيادة البلدة، خاصة بعد سقوط بلدتي بيريا وعين الزيتون المجاورتين. استغل العدو ضعف الدفاعات واستغل الفرصة لطرد سكانها العرب وإقامة مستوطنات يهودية هناك.

تبقى معالم صفد الدينية والثقافية شاهداً على ماضي المدينة العربي والإسلامي المزدهر. يبرز جامع الظاهر بيبرس المعروف باسم "الجامع الأحمر"، وهو نصب معماري خلد اسم السلطان المصري القائد الشهير الملك الصالح الناصر محمد بن عز الدين أيبك التركي، مؤسس سلالة بيبرس. بالإضافة لذلك， يوجد جامع الجوكنداري وجامع اليوسفي الأكبر المعروف أيضًا باسم جامع السوق الذي تحوله قوات الاحتلال الآن لاستخدامه كمكان لعروض الصور. كما يشكل مسجد يعقوب مثال آخر لكنائس المسلمين التي أصبحت مستودعات تخزين خشبية عند احتلالها حديثًا من قبل المتطرفين.

أما المواقع الروحية الأخرى فتشمل عدة زوايا دينية بارزة مثل زاوية الشيخ الأسدي الشهيرة الواقعة بحارة الأسدين وزاوية الشيخ العثماني وغيرهما كثير. ولا تزال بعض هذه الأملاك الإسلامية قائمة حتى وقتنا الحالي رغم محاولات تهويد تلك الرموز الوطنية الفلسطينية.

على الجانب العملي أكثر، اعتمد اقتصاد الصفدي التقليد سابقًا اعتماد كبير على نشاطاته الزراعية والصناعية المختلفة بما فيها إنتاج زيت الزيتون وصناعة النبيذ وصناعة منتجات التبغ وكذلك تصنيع الخبز ولوازم الطهي المنزلية والأواني الفخارية اليدوية الملونة المستوحاة حضرياً من فن الخط العربي القديم والفخاريات المنتجة محليا ذات زخارف شرقيه مميزة . كذلك تعددت الأنواع النباتيةgrown داخل حدود البلدية بدءاً بالنباتات البستانية المعتمدة اساسياً علي توقيتها الموسمي كالبرتقال والمشمش والتوت الأخضر ، وانتهاء بتنوع انواع الحبوب والخضروات والشجيرات الغنية بالمغذيات ودواء عشبي تراثي محبوب لدى العامة لفوائده العلاج الطبيعية العديدة ومن أشهرهم نبات الريحان المجفف المستخدم بكثافة للعلاج الشعبي بناء علي تجارب تقليدية موروثة جيلا بعد اخر .

وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة منذ طرد أهلها عنها بالقوة إلا ان روح الضاد تبقي متواجدة وسط ذاكرة كل فلسطيني غادر وطنه اضطراراً وحلم واحد يحرك قلبه وهو الرجوع يوماً لقريته أملاً واحدا قد تحقق قريباً وانشاءالله بإذن الله ...