تُعدّ مصر دولة ذات موقع استراتيجي مميز يجعلها نقطة اتصال حيوية بين قارتين وتجمعات حضارية مختلفة. تقع هذه الدولة الأفريقية العريقة عند تقاطع القارة الإفريقية مع الشرق الأوسط، مما منحها مكانة تاريخية وثقافية بارزة طوال القرون. تمتد حدودها على مساحة قدرها حوالي 1,010,408 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول في المنطقة.
من الناحية الجغرافية، تحد مصر ليبيا وليبيا غرباً، والسودان جنوباً، وغزة والبحر الأحمر شرقاً، وبحر المتوسط شمالاً. تشكل المسطحات المائية جزءاً كبيراً من حدود البلاد، بما فيها خليج السويس الذي يصل إلى قناة السويس الشهيرة التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر. كما تتشارك مصر الحدود الدولية مع فلسطين عبر شبه جزيرة سيناء الاستراتيجية.
تنقسم أرض مصر بشكل رئيسي إلى ثلاثة مناطق طبيعية متميزة: وادي النيل ودلتاه شمالا، الصحراء الغربية غربا، والصحراء الشرقية شرقا. يعد نهر النيل الشريان الحيوي للنظام البيئي المصري حيث يوفر مصدر المياه الرئيسية للزراعة والأغراض الأخرى. ويعتبر الوادي والدلتا منطقة خصبة تتمتع بتنوع بيولوجي غني وعمران قديم يعكس العمق الثقافي والتاريخي للدولة.
أما بالنسبة للجزء الأكبر منها وهي الصحارى الواسعة، فهي تعتبر صحاري قاحلة لكنها تحتفظ بتاريخ جيولوجي ثري وشهاداتها المعمارية غير العادية مثل هرم خوفو الكبير وأهرامات الجيزة الثلاثة والتي تعد من عجائب الدنيا القديمة المعروفة عالميًا. يشهد هذا التوزيع الطبيعي لمصر تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا ملحوظًا داخل نسيج مجتمع واحد ومتماسك رغم اختلاف الظروف البيئية الصعبة خارج مناطق الزراعة والنهر الخصيب.
وتستمد أهميتها الجغرافية أيضًا من دورها الاقتصادي المحوري كنقطة عبور برية وبحرية وطرق تجارية هامة لركاب البضائع والموارد الطبيعية المختلفة القادمة من آسيا وإفريقيا أوروبا والعالم العربي. فالتواجد بالقرب مباشرةً من مضيق باب المندب وسد النهضة أثبت أهميته حتى الآن باعتباره مفتاح الشرقي للملاحة التجارية العالمية ولصناعة السياحة أيضاً بسبب آثار الفراعنة الفريدة من نوعها حول العالم. إن الموقع المركزي لهذه الجمهورية جعل لها دوراً مؤثراً في سياستها الخارجية ورؤيتها السياسية تجاه محيطها الداخلي والخارجي.
