تُعدّ الخرخير واحدة من المحافظات الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، تابعة لمنطقة نجران، وتحديدًا في الجزء الشرقي منها. تشغل الخرخير موقعًا استراتيجيًا عند تقاطع حدود ثلاث دول: المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية. تبعد عن مركز مدينة نجران حوالي 900 كيلومتر شرقًا، مما يجعل منها نقطة ارتباط هامة تربط بين عدة مناطق شاسعة ومتنوعة ثقافيًّا وجغرافيًّا.
يتمتع الطريق المعبد المؤدي إلى مدينة شرورة عبر الخرخير بطول يبلغ نحو 500 كيلومتر، وهو يعد جزءًا مهمًا من شبكة الطرق الرئيسية التي تكفل حيوية حركة المرور والبضائع في تلك المناطق الصحراوية. وعلى الرغم من كون معظم سكّان الخرخير هم بدو رحّل، إلا أنها شهدت تطورات عمرانية ملحوظة مثل بناء المجمعات التعليمية للبنين والبنات ومستشفيات الرعاية الصحية العامة بالإضافة لحرم مطار عسكري.
وفي عام ٢٠١٤ ميلادي، صدر أمر سامٍ يقضي بإلغاء وضع المدينة كمحافظة مستقلة ونقل جميع مؤسساتها وإداراتها إلى مدن أخرى ضمن نطاق منطقة نجران نفسها؛ وذلك استنادًا لدراسة أجرتها لجنة مشتركة تضم وزارات مختصة ذات تخصصات متنوعة بما يشمل الشأن العسكري والدفاعي والإسكان الداخلي والتنمية الاقتصادية وغيرها الكثير بهدف تحقيق الاستقرار المكاني لتلك الأجهزة الحكومية وتعزيز الخدمات المقدمة للسكان المحليين وفق الضوابط الجديدة المقرة قانونياً.
وتشتهر الخرخير بأن أرضها عبارة عن سلسلة جبلية كبيرة من الكثبان الرملية المعروفة باسم "الطَّعْوس"، وهي موطن لكثير من القبائل البدوية الشهيرة بحياة التنقل والسكن مؤقت داخل خيم وعشش مبنية باستخدام مواد طبيعية متاحة كالجلود والأعشاب والأخشاب اللينة. ويبرز اسم "قبيلة المهرة" كمجموعة سكانية قديمة نسبيًا تستقر منذ قرون مضت في نفس الموقع تحديدًا وحول منطقتَي أبو ظبي والعُمانية ظَفار وكذلك ولاية مُهره بالحكومة المركزية لجنوب الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة. وتحمل ذكرى هؤلاء الناس طابعٌ خاصٌ لأن لغتهم الفريدة -وهي لهجة مهريّة مرتبطة بالحميري القديم- ليست مجرد عرض جانب آخر للتراث الثقافي فقط وإنما أيضًا دليل حيوي على الروابط الإنسانية الراسخة عبر الزمن والجغرافيا المختلفة. وفي الماضي كانت لهم مشاركات بارزة خلال الحروب الإسلامية وانتشار الدعوة الإسلامية حتى بلدان بعيدة كتلك المطلة مباشرة على مياه المحيط الهندي الكريم.
