تقع مدينة وهران في الجزء الشمالي الغربي من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. تتمتع بموقع استراتيجي فريد، حيث تمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط مباشرةً، مما منحها أهميتها التاريخية والاقتصادية. تحدد جغرافياً عند تقاطع خطوط الطول والعرض التالية: 35.69 درجة للطول و-0.64 درجة لعرضها، كما ترتفع حوالي 109 متراً فوق مستوى سطح البحر.
وتعدّ وهران ثاني أكبر مدينة جزائرية بعد عاصمتها الجزائر العاصمة، وقد اكتسبت شهرتها منذ القدم كميناء رئيسي واستراحة للقوافل التجارية الواصلة من وإلى مناطق مختلفة بشمال أفريقيا وأوروبا أيضًا. بالإضافة لمكانتها الاقتصادية الكبيرة، تشتهر بحركة نقل النشطة عبر شبكة سكك حديد تربطها بالعاصمة وبشار وطنجة بالمغرب وغيرهما من المدن المهمة الأخرى داخل وخارج حدود الوطن الأم.
وقد ساهم الموقع المميز لهذه المدينة الساحلية في تعزيز مكانتها كمركز إنتاج وصناعة مهمتين، خاصة لصناعات المواد الغذائية ومختلف المنتجات الأخرى المنتشرة بكل اتجاهات المحافظة المختلفة بما فيها المنطقة الوسطى والأجزاء النائية المنعزلة عنها نسبيا. يستمد هذا النموذج الصناعي الفاعل قوة دفع كبيرة من وجود ميناء حيوي يسهم بشكل ملحوظ بتوريد الحبوب، والخضروات الطازجة، والحاصلات الفاكهة اللازمة لسوق المحاصيل الداخلي والاستهلاك العالمي.
ليس ذلك فقط؛ فقد حظيت وهران بزخم أكاديمي وثقافي ملفت أيضا إنشاء أول جامعة بها سنة ١٩٦٥م وجامعة أخرى لاحقا لتخصص علوم التكنولوجيا انبثقت عام ۱۹۷۵م ليلتصق اسم البلديات التعليمي بسجل تاريخ جامعتَيْ أمجاد العلم والمعرفة الحديثتين. وفي الوقت نفسه، تعددت منافذ جذب للسياح ممن يقصدون الاستجمام وزيارة المواقع الثقافية والدينية الشهيرة كالمنطقة الصحراوية جبل المرجاج والتي تحتضن قلعـة سانــتا كريــوس وشاهدةٌ على المستعمرة الاسبانـية القديمة وكذلك قصر باي وسط المدينة وكمكان مغلق يحكي قصصه العامة لمسيرتها السياسية وعلاقتها بالتاريخ الفرنسي المغاربي العريق كذلك متحف "زنانه" وهو رمز ثقافتها وتعكس تراث ابنائها الأصلاء يعكس مجريات حقبات خلافة الدولة العثمانيه وما دار بشأن نظام الحكم المحسوب آنذاك مسجد باشا ذو التصميم الانسيابي المبني بطراز خاص يجسد تصميماته الأولى لأحداث سياسية وقعت خلال حكم السيد حسن باشا مثالا بارزا لما تمثل تلك الفترة من رونق معماري مميز . بإيجاز، تُمثل مدينة وهران وجه حضاري متنوع يجمع بين الماضي المجيد واللحظة الحاضرة المزدهرة واحتضان مؤثر للحاضر الذهبي الخاص بالحراك العمراني والتنوع الاقتصادي والثراء الثقافِيَّ المُكون لها جميعاً.
