صوفيا، العاصمة الجميلة لجمهورية بلغاريا الأوروبية، تنعم بموقع استراتيجي هام في الجزء الغربي من البلاد. تقع هذه المدينة التاريخية ضمن حدود دولة تمتاز بتضاريس متنوعة تشمل التلال والجبال، مما يجعلها تتميز بمناخ موسمي متعدد الوجوه. وبفضل موقعها المتوسطي نسبياً، فإن صوفيا تستقبل أجواء معتدلة نسبيًا خلال أشهر الصيف، بينما تهدد برد شديد وشديد الهطول خلال الأشهر الباردة التي تلقي طبقة سميكة من الثلوج فوق أحياءها وشوارعها.
كانت مدينة "سریديكا" القديمة معروفة باسمها الحالي بعدما ارتبطت بكنيسة أثرية تحمل ذات الاسم كونكريت تعبد فيه الحجاج منذ القرون الأولى للمسيحية الشرقية. وقد اختارت الحكومة البلغارية الجديدة الموقع باعتباره مركزًا سياسيًا وثقافيًا حديثًا للدولة التي ولدت من رحم الإمبراطورية الرومانية السابقة ثم اتحدت لاحقا لتكوين امبراطوريات يونانية وهونية قبل تحقيق الاستقلال النهائي عام ١٨٧٨ ميلادية.
ويمثل سكان بلغاريا زهاء سبعة ملايين فرد وفق تعداد السكان الأخير ليُصبحوا أغلبية مطلقة للسكان المحليين كرد فعل طبيعي للتاريخ المشترك لهذه الأرض وفروقاتها الثقافية الخفية والتي تتراءى عبر اللغة الرسمية للبلاد - وهي اللغة البلغارية الأصل المكتوبة بحرف سيریلليك الخاص المستخدم أيضًا لإبراز طابع الدولة الفريد وسط دول أوروبا الأخرى الناطقة بلغات سلافية مختلفة مثل روسيا وأوكرانيا وغيرهما الكثير ممن تبنو تحالفات ثقافية مشتركة مع الدولة المنتشرة على رقعة أرض واسعة تفوق مجموع مساحاتها مجتمعة أكثر بقليل من نصف مليون كيلومتر مربع!
ويعزز الطابع العقائدي العام لسكانها العمق الشعبي لدينهم عندما نجدهم يؤمنون بالمذهب الأرثوذوكسي الشرقي بدرجة عالية جدا إذ تتخطى نسبة المؤيدين له ثمانون بالمئة منهم ولا يتفرد هؤلاء فقط بإقامة شعائر الدين وإنما يتمسك الجميع بوحدة الوطن الواحدة جمعا برغم الانتماء المختلف للأديان المختلفة سواء أكانت تلك مذاهب إسلامية قريبة جغرافيا او منتسبين لبقية التقليد المسيحي بغض النظر عمّا إذا كانو تابعين لكنيستها الأم بكاثلوكيتها العالمية أم لمجموعتين أصغر حجماً خارج ذاك النظام هما الأقباط وجماعة الأنجليكانية المرتحلين إليها مؤخراً بحثا عن تأمين حياة كريمة لهم ولأسرهـم الصغيرة حديثاً.
ومن هنا تبدو لنا صوفيا وكأنها خزان تراثي عميق للغوص فيه للاستمتاع بالألقاب التاريخي والثقافة النابتة منه بما يحفظ ذكرى المتحضر اليوناني القديم وحضارات قبائل قبائل السلافيين الذين عرفوا بسلف الشعب الحديث حاليًا والذي يتحدث إحدى انواع اللهجات الخاصة بهم سابقاً أثناء احتفال سكانها اليوم الاحتفالات الشهيرة داخل جوامع المنطقة الإسلامية كتذكير معنوي دائم ببعد اocioeconomic - Socioeconomic
