تعد بنما دولة صغيرة لكنها غنية بتنوّع ثقافاتها وبيئتها الطبيعية الخلابة، والتي جعلتها وجهة جذب للسياح ومحط اهتمام الباحثين عن اكتشافات طبيعية فريدة حول العالم. تُعد بنما كياناً سياسياً واقتصادياً مستقلاً منذ عام 1903، وتمثل جزءاً مهماً من أمريكا الوسطى إذ تشغل مساحة تقدر بحوالي 75,517 كيلومتر مربع فقط، مما يجعلها واحدة من الدول ذات المساحات الصغيرة نسبياً مقارنة بدول القارة الأمريكية الأخرى.

وتتميز هذه الدولة الواقعة بين البحر الكاريبي والمحيط الهادي بموقع استراتيجي فريد؛ فهي تربط بين قارتَي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية عبر قناة بنما الشهيرة التي تعتبر أحد أهم معابر النقل البحري عالمياً. بالإضافة إلى ذلك، تضم بنما مجموعة متنوعة ومتنوعة من التضاريس البيئية التي تشمل الغابات الاستوائية والأراضي الرطبة والجبال العالية والسواحل الجميلة. هذا التنوع الطبيعي جعل منها موطنًا لمجموعة كبيرة من الحياة البرية والنباتات النادرة.

ومن الناحية السياسية والإدارية، تتكون جمهورية بنما من تسع مقاطعات رئيسية هي بوريكا وبوكاس دل تورو وكوهيرو وسانتياغو دي لارا وستراتوفورو والكورديليرا الشرقية وشيري وشون وفلامانكو. كل محافظة لها عاصمتها الخاصة بها وعاداتها وتقاليدها الثقافية المتفردة. تتمتع البلاد بنظام حكم ديمقراطي برلماني متعدد الأحزاب ويتمتع فيها المواطنون بحرية شديدة في اختيار ممثليهم الدستوريين المنتخبين بشكل مباشر.

اقتصاديًا، تحتل بنما مركزاً هاماً في المنطقة كونها بوابة اقتصادية مهمة نظرًا لقناة بنما ومرافق الشحن الحديثة الموجودة لديها. كما أنها حاضنة للقطاعات الخدمية والاستثمار الأجنبي خاصة في مجالات الخدمات المصرفية والعقارية والتكنولوجيا المالية وغيرها الكثير مما ساهم بصورة كبيرة في نمو الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين خلال العقود الأخيرة.

وفي مجال السياحة، تستقبل بنما أكثر من مليون زائر سنويًّا وذلك بسبب جاذبيتها الطبيعية والثقافية والفريدة من نوعها والتي تجذب عشاق المغامرة واستكشاف الطرق المختلفة للإقامة مثل منتجعات الريفيرا المشهورة بشواطئها الذهبية الرائعة وكذلك الفنادق الفخمة المنتشرة في المدن الرئيسية كالمدينة القديمة في العاصمة باناما وطريق تايبا التاريخي المكتظ بالمباني الملونة التي تحمل طابع كولونيالي قديم يعكس تاريخ وحضارة المنطقة الأصلية. إنها حقا بلد يستحق الزيارة والعجب!