تُعتبر بوسطن، الواقعة بولاية ماساتشوستس شرق الولايات المتحدة، واحدة من أهم الحواضر التاريخية والمعرفية في العالم الغربي. تقع تحديدًا على ساحل ولاية ماساشوستس، بالقرب من مصب نهر تشارلز والذي يفصله عن مدينة كامبريدج الجامعية. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة تواصل بحرية هامة بين الداخل الأمريكي وبقية أنحاء العالم.
بوسنط تحتضن مجموعة واسعة من المناخات بسبب قربها من البحر؛ فتكون أيام الصيف فيها معتدلة ودافئة بينما تتغير الأمور بشدة خلال الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ. لكن بغض النظر عن ذلك فإن الحياة الاجتماعية والنابضة بالحياة تبقى ثابتة طوال العام.
في الجانب الاقتصادي، تعد بوسطن بيتًا لمئات الشركات العملاقة بالإضافة إلى كونها أرض خصبة لتطور قطاعات التعليم والرعاية الصحية والأعمال المالية ومعظم التقنية الحديثة. يضم كل جانب من جوانب المجتمع هنا العديد من الأحياء المختلفة ولكل واحد منهم ثقافته وتاريخه الخاص مما يعكس التنوع الديموغرافي لهذه المدينة الفريدة حقًّا.
إن تاريخ بوسطن له مكانة خاصة في ذاكرة التاريخ العالمي إذ كانت أحد مواقع الثورة الأمريكية الأولى وبرز اسمها عالميًا منذ بداية القرن السابع عشر حين وصل إليها أول مجموعة من الأوروبيين الذين أسسوا لاحقًا مؤسسات مثل "جامعة هارفارد". شهد القرن الثامن عشر أيضًا عدة أحداث مهمة منها حدث "مذبحة بوسطن" الشهير وحصار القوات البريطانية للمدينة ثم المعارك المصاحبة لذلك بما يشمل "معركة بنكر هيل". وعلى الرغم من الضرر الكبير الذي سببته النيران في جزء كبير من المدينة سنة ١٨٧٢ إلا أنها سرعان ما نهضت ثانية وعادت أقوى وأكثر ازدهارا.
ومن أبرز الشخصيات المرتبطة ببوستن رجل الأعمال والعالم الإسكوتلاندي الأصل ألكساندر غرام-بيل وهو مخترع جهاز الاتصال عبر الصوت عبر الأسلاك -أي الهاتف-. أما الرئيس السابق للولايات المتحدة جون كنيدي فعلى الرغم من ميلاده خارج حدود الولاية إلا أنه ولد داخل أراضي بوسطن نفسها.
تشتهر المدينة بتراثها الفني والثقافي وقد اجتمع فيها العديد من المؤسسات الفنية والمراكز الثقافية المرموقة بدءًا بمجموعاتها المتحفية العديدة وانتهاء بفصول الموسيقى والأوبرا المسرحية المحلية والشعبية للغاية.
وأخيرا وليس آخرا، تجسد مدينة بوسطن روح رياضية متميزة نظرًا لحماس شعبها تجاه مختلف الرياضات الشعبية وبصفة خاصة لعبة البيسبول وكرة السلّة والسoccer وهوكى الجليد واستخدام مضمار التدريب للتنس. وبالتالي تلبي حاجتي السياح المهتمين بالتاريخ والفنانين الناشئين ورواد الألعاب الجماهيرية بالسواء.