في حالة مسجد بمدينة جدة يتم فيه أداء الصلاة بانحراف يصل إلى حوالي 45 درجة عن القبلة الصحيحة، فإن هذه الفتوى توضح أنه يمكن للمصليين الاستمرار بأداء صلواتهم بشكل صحيح. وذلك لأن منحنى القبلة المستهدف ليس اتجاهًا معينًا محددًا ولكنه يشمل نطاق واسع بما يكفي لتغطية هذا الانحراف البسيط.
يذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في كتاب "الإقناع" بأن "الانحراف القليل" لا يعتبر مخالفاً للقاعدة الفقهية التي تقضي باستقبال الجهة المناسبة. ويعتبر الانحراف الواسع فقط هو الذي يعد خارجاً عن الاتجاه الأصلي للقبلة. وفي سياق المسلمين الذين يسكنون حول مكة المكرمة، مثل سكان مدينة جدة، فتكون القبلة لهم نحو الشرق، لذلك أي انحراف باتجاه الشمالي أو الجنوبي سيعد خروجاً عن الاعتدال اللازم لصحة الوضوء والصلاة.
ورد الحديث النبوي الشريف في هذا الموضوع: "ما بين المشرق والمغرب قبله"، مما يؤكد مرونة حدود قابلية اتجاه القبلة ضمن منطقة محددة. رغم ذلك، يوصى بإعادة التحقق والتأكيد من خطوط القبلة للحصول على أعلى مستوى من الدقة الروحية والمعنوية أثناء الصلاة.
وعلى الرغم من أهمية تصحيح موقع القبلة، إلا أن القرار متروك لحكماء المجتمع الديني المحلي الذين قد يرون ضرورة تأجيل مثل هذه التغييرات الضخمة بسبب التأثير المحتمل عليها للسلوكيات اليومية للمصلين. ولذا، فإنه يُنصح بتقديم شكوى رسمية للجهات المعنية لإجراء دراسات معمقة لتحقيق أفضل تجاه ممكن للمسلمين هناك.
الخلاصة إذن هي أن مجرد اختلاف طفيف في توجيه المساجد لا يبطل صحة الصلاة؛ ولكن يبقى العمل على تحسين وتحديد مواقع القداس الدينية أكثر دقة أمر مهم وحري بالإهتمام أيضًا.