عنوان الفرعي: المدينة المنورة، القلب النابض للتاريخ الإسلامي
تقع المدينة المنورة، التي كانت تعرف سابقاً باسم يثرب، في قلب المملكة العربية السعودية. هذا الموقع العريق غني بتاريخه وتعاليمه الدينية، مما أكسبها مكانة خاصة لدى المسلمين حول العالم. يتم تحديد موقعها الجغرافي بدقة عالية عند خط عرض 24.47 درجة شمالاً وخط طول 39.61 درجة شرقاً، وعلى ارتفاع نحو 603 متراً فوق مستوى سطح البحر.
من الناحية الجغرافية، تقع المدينة ضمن منطقة الحجاز الغربية بالمملكة العربية السعودية، وهي المنطقة التي تفصل سهول تهامة عن مرتفعات نجد. تبعد هذه المدينة التاريخية حوالي ١٦٠ كيلومتر جنوب غرب ساحل البحر الأحمر، بينما تكمن المسافة الشاسعة البالغة ٤٤٢ كلم بينها وبين مكة المكرمة العمق الروحي للعلاقات الإسلامية.
ورغم انعزال المدينة جغرافياً نسبياً إلا أنها تعتبر مركز استراتيجي ذو أهمية كبيرة؛ إذ ترتبط مباشرة بطرق التجارة الرئيسية الرابطة بين شبه الجزيرة العربية وجيرانهما الخارجيين مثل مصر والشام عبر طريق الحاج القديم. وقد وصف ابن بطوطة المكان حين قال "إن المدينة ليست بحاجة للأبراج لحماية أبوابها فالطبيعة تحميها". فالجبال المحيطة بها - باستثناء الجانب الجنوب الشرقي المفتوح – تعمل كمصدّ ودفاع طبيعي لتلك الأرض المباركة التي تعد موطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل هجرته الأولى بعد دعوة أهل مكة له بالإسلام.
إن ذكر اسم "يثرب" يأخذنا لعصور تاريخية مبكرة فقد ورد لأول مرة بالسجلات المكتوبة المعينية والتي تعود لفترة زمنية أقرب للقربان الرابع قبل الميلاد تحت مسمى "IATRIPPE"، فيما أرجأ علماء الآثار والأنتروبولوجيا تفسير سبب الاشتقاق لهذا الاسم مفسرينه بأنه يعكس حالة فساد اجتماعية آنذاك وفقا لباحثين أو نسبة لرئيس قبائل عمليقيه حسب رواية أخرى كثيرة ومتنوعة الأسباب خلف اختيار ذلك التصنيف الخاص بتلك الديار المقدسه منذ القدم وما زالت تمتلك شهرتها حتى عصرنا الحالي وسط تسابق الجمعيات العلمية والدراسات الحديثة للوصول للحقيقة الكاملة بشأن معنى وثقافة هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا هناك ذات يوم .
ومن الجدير بالذكر أنه رغم تغيير اسم المدينة عقب ظهور الإسلام إلي طيبـة وتعني الطاهر والمطهر ، حافظ المجتمع المحلي علي استخدام مصطلحات متنوعه تشيد بشرف وعظمة تلك البقاع منها مثلا : ((العذراء)) مقابل عفويتها ونقاء جوهرها ، وكذلك ("القابضة") تصويرا لجلال حضور شخصيته فيها والإشارة الي تأثير سيرته الكريم عليهم داخليا وخارجيا .. إضافة لما سبقت الذكر سابقا("الخيرة" و"الحسيبة”) وغيرهما الكثير والذي يعد دليلا بان حب سكان المنطقة لمكان ميلاده كان صادقا وفيا دائما وفي كل زمان ومكان .
