الحياة الزوجية هي أساس بناء المجتمع كما قال الله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها". إلا أنه وفي حالات نادرة، قد تشهد العلاقات الزوجية خلافات كبيرة تؤدي إلى عدم وجود السكينة والمودّة المرتبطتين بها. إذا وجدت المرأة نفسها غير قادمة على الشعور بالراحة والسعادة مع زوجها، فلابد أولًا من البحث عن جذور هذه المعضلة ومحاولة العلاج لها. ربما كانت المسألة تتعلق بتقصير منها أو بإمكانية التحسين.
العصفاء الأولى دائماً تكون بالحوار الصادق بين الزوجين حول المشاكل وحلها سوياً، وهذا يشجع على الوصول إلى اتفاق مرضٍ لكلا الطرفين. ليس لدى المرأة الحق الدائم بطلب الطلاق فقط بسبب اختلاف الرأي أو الرغبة في خطوة أكبر نحو مستقبل مختلف. فالطلاق محظور وفق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول، "أيّمَا امرأة سَأَلتْ زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بِأَسْ"، مما يعني أن الطلاق بدون سبب وجيه مثل سوء المعاملة هو أمر محرم. ومع ذلك، لو شعرت المرأة بكراهيتها الشديدة لزوجها نتيجة شكل جسمه أو شخصيته، والتي يمكن أن تدفعها للتراجع عن واجباتها تجاهه، هنا جائز لها تقديم طلب الطلاق نظرا لأن الاستمرار تحت تلك الظروف سيكون مضراً للطرفين.
وقد أكد أحد الأمثلة التاريخية لهذه الحالة قصة امرأة ثابت بن قيس حيث أخبرت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنها تكره الكفار -باطراد- أثناء الإيمان، وكان ردّه الكريم بأنه إذا لم تستطع تحمل الوضع الحالي فقد يتم قبول طلقتها. وهنا يأتي دور الحل بالأخذ بمهرها مقابل موافقة الزوج على الانفصال عبر طلاقه المعتدل لها مرة واحدة.
وفي النهاية، ندعو الله بأن يعيد الصحوة للأرواح ويحسن الأحوال لكل مسلم ومؤمنة.