تعد ولاية فلوريدا واحدة من الولايات الخمسين التي تشكل الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تتميز بموقعها الاستراتيجي الجميل على ساحل خليج المكسيك والمحيط الأطلسي. تقع فلوريدا جنوب شرق البلاد، وتحدّها من الشمال ولاية جورجيا ومن الغرب لويزيانا وألاباما، بينما يفصل بينها وبين كوبا مضيق فلوريدا الضيق جداً. ومع ذلك، فإن ما يميّز هذا الموقع بشكل خاص هو امتداد شاطئ فلوريدا الذي يصل إلى نحو 1,350 كيلومترًا، مما يجعلها وجهة سياحية شهيرة ومكاناً مثالياً للاستمتاع بالمناظر الطبيعية البحرية الخلابة والاسترخاء والاستجمام طوال العام.

بالإضافة إلى جمال شواطئها البديعة، تتمتع فلوريدا بتنوع بيولوجي كبير نظرًا لتنوع تضاريسها وبيئاتها المختلفة، بدءاً من غابات الجنوب الرطبة وحتى صحاري باسكيروبي داخل الولاية. هذا التنوع البيئي جعل منها موطنًا لمجموعة واسعة ومتنوعة من الحياة البرية والنباتات الفريدة، بما فيها الثعالب الحمراء والثعابين والطيور المغردة مثل الطيور الطنانة والكثير غيرها. كما أنها مشهورة بريفيرا ذات الأعشاب المدارية والإستوائية والتي توفر ملاذاً آمناً لحياة بحرية متنوعة للغاية تتضمن الدلافين والحيتان والسلاحف وغيرها الكثير.

أما العاصمة السياسية لها فهي تالاهاسي ("Tallahassee") الواقعة وسط الولاية تقريبًا بالقرب من نهر أفالاشا الشهير بشلالاته الجميلة وغاباته الكثيفة. ولكن المدينة الأكثر ازدحامًا بالسكان هي ميامي مع أكثر من مليون ساكن يعيشون بها بالإضافة لأهميتها التجارية الهائلة بسبب قربها الكبير من أمريكا الجنوبية ودول منطقة البحر الكاريبي الأخرى. أما مدينة أورلاندو فتبرز كمركز جذب عالمي معروف بثقافة الترفيه والتسلية المستوحاة أساسًا من منتجع ديزني العالمي الشهير "Walt Disney World".

وعلى الرغم من كل هذه العوامل المؤثرة فإن الاقتصاد المحلي يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة والصناعة والصيد البحري والسياحة؛ فمن ناحية تعتبر ولاية فلوريدا ثاني أغنى دولة زراعياً بعد كاليفورنيا؛ حيث تقوم بإنتاج العديد من المنتجات الغذائية الرئيسية مثل البرتقال والفواكه الصيفية والخضروات المتنوعة وكذلك اللحوم والدجاج والبيض...إلخ. وفي المقابل توجد هناك مصانع ضخمة للإلكترونيات وصناعة الناقلات الحربية للجيش الأمريكي فضلاً عما سبق ذكره حول السياحة التي تعد محرك أساسي للاقتصاد الفيدرالي لهذه الدولة الرائعة.