• صاحب المنشور: أزهري القفصي
  
  ملخص النقاش:
  لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تواصلنا مع العالم، ولكن لها جانب مظلم أيضًا. هذا الجانب يتمثل في تأثيرها المحتمل على الصحة النفسية، خاصة بين الشباب. أصبح الوصول إلى المعلومات ومشاركة الحياة اليومية جزءًا لا يتجزأ من حياتهم الرقمية، مما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة على صحتهم العقلية.

الزيادة في القلق والاكتئاب:

من أكثر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي شيوعاً هي زيادتها لحالات القلق والاكتئاب. وفقاً لدراسة نشرتها المجلة الطبية "Lancet"، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد بنسبة كبيرة احتمالية الإصابة بالاكتئاب وأعراض القلق لدى الفئات العمرية الأصغر سنّاً. يعاني العديد من المستخدمين الشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية بسبب المقارنة المستمرة بالحياة المثالية التي ينشروها الآخرون عبر الإنترنت.

التسلط الإلكتروني والصحة النفسية:

التسلط الإلكتروني أو التنمر عبر الشبكة يشكل تهديدًا كبيرًا آخر للصحة النفسية لشبابنا. يمكن أن يحدث ذلك مباشرة عبر التعليقات المسيئة والمضايقات المنتظمة، وقد يستغرق الأمر شكل الدعاية السلبية الخفية أيضاً. يعمل هذا النوع من الهجمات الإلكترونية على تقليل احترام الذات والثقة بالنفس للمستهدف، مما يساهم في زيادة مستويات التوتر والقلق.

مشاكل النوم والأداء الأكاديمي:

يستخدم معظم الشباب هواتفهم الذكية كجهاز رئيسي للتواصل الاجتماعي مساءً قبل النوم. لكن الضوء الأزرق المنبعث منها مضر بالجهاز الحوفي المسؤول عن تنظيم دورة نومك اليومي. بالإضافة لذلك، غالبًا ما تؤثر ساعات الاستخدام الطويلة لوسائل الإعلام الاجتماعية سلبياً على أداء الدراسة والتفاعل الشخصي خارج نطاق الشاشة.

الحلول المحتملة:

في حين أنه ليس بمقدورنا رفض فوائد الاتصالات الحديثة تمامًا، إلا إنه يوجد طرق لتخفيف الآثار الضارة لهذه الأدوات الجديدة. تشمل هذه الأساليب وضع قواعد واضحة لاستخدام الهاتف المحمول، وتحديد وقت محدد للاستعمال يوميًا، واستبدال الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات بأنشطة تعزز الصحة الجسدية والعقلية مثل الرياضة والقراءة وزيارة الأقارب وغيرها الكثير مما يساعد على بناء مجتمع صحي وفعال اجتماعيًا وعاطفيًا واجتماعيًّا كذلك .