تقع بروناي، المعروفة رسمياً باسم "سلطنة بروناي"، في منطقة جنوب شرق آسيا على طول الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو. تضم هذه الدولة الصغيرة جزءين رئيسيين متفرقين عن بعضهما البعض؛ ما يمنحها شكل خاص فريداً من نوعه. إن انعزال هذين الجزأين الجغرافيين مع ارتفاع جبل بيروتيكتيك الشهير يعكس بديع التكوين الطبيعي لهذه الأرض الجميلة.
تغطي دولة بروناي مساحة تقدر بحوالي 5,766 كيلومتراً مربعاً فقط، ومع ذلك فإن ثقل حضوريها السكاني ينصب بشكل كبير في الجانب الشرقي منها حيث يقيم حوالي 77% من مجموع سكانها الذين بلغ عددهم حسب آخر تعداد نحو نصف مليون شخص. أما باقي المجتمع البرويني فقد اختاروا استقرار أغلبية منهم وسط الأراضي المرتفعة المترامية الأطراف الواقعة جنبا إلى جانب بجوار الحدود الوثيقة للغاية مع كل من إندونيسيا ومملكة ماليزيا الدستورية الفيدرالية المؤثرة سياسيا واقتصاديا.
ويرجع اختيار الاسم الحالي للدولة وهو "نيجارا دارالسلام" أي "دولة سلام الله" إلى جذور تاريخية عميقة مرتبطة بصفتها إحدى ولايات شبه جزيرة الملايو القديمة التي اشتهرت بتقدمها التجاري الثقافي آنذاك تحت حكم سلالة برويه الملكية. وفي حين كانت تسميتها الأصلية خلال فترة مبكرة من التاريخ تعرف بـ"فاروناي"- مما يعني حرفيًا البحر المحارب - إلا أنه تم تبني الاختصار المعتمد حاليًا عقب دخول الإسلام إليها واستنادا لنفس الروابط التاريخية المبنية حول مفهوم السلام المقترن ارتباطًا وثيقًا بإنجازات المسلمين الأولى داخل المنطقة.
وفيما تنوعت مكونات مجتمعاتها البشرية عبر الزمن بما في ذلك حضور مميز لعائلات مهاجرة قادمة أساسًا من الصين ومنطقة خليج البنغال القريبة بالإضافة لأصول محلية قديمة، لا تزال اللغة المالوية هي اللغة الوطنية الرئيسية رغم كون اللغة الانجليزية أيضًا لها دوراً مهماً كمظهر للتطور الاقتصادي الحديثة نسبياً لذلك البلد الواقع بالقرب من مضيق ملقا الحيوي والذي يعد أحد أهم طرق نقل الطاقة العالمية حتي وقت كتابة هذا النص .
ومن الجدير بالتذكردإن نظام الحكم البرويني نموذجي وفق نظاما ملكيا دستوري اتحادي يتمتع فيه رأس الدولة بسلطة واسعة لكن ضمن حدود دستور مستحدث حديث نسبيًا منذ نهاية حقبة colonialism البريطانية مباشرة عام ١٩٨٤ بعد مواصلة جهود نضالية طويلة ضد الاحتلال الاجنبي بكل أشكال ظلماته المختلفة سواء سياسية او اقتصادية واجتماعية وغيرها الكثير... وهكذا فان انتهاء مرحلة الهيمنة الخارجية ادخل بلدة صغير الى عصره الذهبية الخاصة وأطلق يد ابنائها لبناء حضاره متفردة تناسب طبيعه الشعب الطيب المستقر والمعانا لهويات ثقافيه مختلفه ولكن جميعهم يؤمنون بوحدة الوطن وسيادة القانون وفلسفة الحياة السامية المنتشرة داخله خارج مظلات المؤسسات الحكوميه المختلفه.
