تُعد مدينة ينبع، الواقعة على ساحل البحر الأحمر غرب المملكة العربية السعودية، واحداً من أهم المواقع التاريخية والسياحية في البلاد. وتشتهر المدينة بموقعها الاستراتيجي الفريد الذي جعل منها مركزاً تجارياً هاماً منذ القدم وحتى عهدنا الحالي. تبلغ مساحة ينبع حوالي 26,750 كيلومتر مربع، ويحدها من الشمال محافظة الوجه ومن الجنوب محافظة جدة ومن الشرق منطقة تبوك ومن الغرب البحر الأحمر. تشتهر المدينة بشواطئها الرائعة والمميزة التي تمتد لأكثر من 140 كم، مما يجعلها وجهة سياحية شهيرة للسعوديين والعرب والأجانب.

تاريخياً، كانت ينبع محوراً رئيسياً للتجارة بين الشرق الأدنى وآسيا عبر طريق الحرير البحري. وقد ازدهرت التجارة فيها بسبب وجود ميناء طبيعي عميق يمكن السفن من الرسو فيه مباشرةً بدون حاجة إلى رصيف مائي. خلال العصور الإسلامية، كانت ينبع نقطة عبور مهمة للحجاج القادمين من الشام ومصر نحو مكة المكرمة للمشاركة في فريضة الحج. كما لعبت دوراً محورياً خلال فترة الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة باعتبارها بوابة للدخول والخروج من وإلى الجزيرة العربية.

اليوم، تعدّ ينبع أحد أهم مراكز التنمية الاقتصادية في المنطقة نظراً لمواردها الطبيعية المتنوعة بما فيها النفط والغاز الطبيعي بالإضافة إلى الثروات المعدنية مثل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى. كما تحتضن المدينة العديد من المشاريع الصناعية العملاقة ومعامل التحلية التي توفر المياه المحلاة لتلبية احتياجات سكان المنطقة وخارجها أيضاً.

من الناحية السياحية، تتميز ينبع بتنوع معالمها الثقافية والتاريخية مثل قلعة ينبع القديمة ومتحف دار السلام وغيرهما الكثير والتي تعكس تاريخ وثقافة المنطقة بشكل حيوي وجذاب. ولا ننسى دور الشواطئ الخلابة المرتبط بها أسماء مشهورة عالمياً كشاطئ أم ملح وشاطئ نقب الراحة في جذب الزوار للاستمتاع بالأماكن الساحرة والمياه الفيروزية والشمس الدافئة والجزر المنفردة المثالية لرحلات القارب والاستكشاف. إنها بالفعل مدينة مثيرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى!