تُعتبر محافظة الجوف واحدة من أهم محافظات الجمهورية اليمنية، إذ تحدها مناطق عدة بما فيها العاصمة صنعاء والمملكة العربية السعودية. تقع هذه المحافظة الرائعة تحديدًا في الركن الشمالي الشرقي للبلاد، على بعد حوالي ١٤٣ كيلومتراً شرقي صنعاء مباشرةً. تمتد رقعة الأرض هنا لتغطي نحو تسعةٍ وثلاثين ألفاً وأربعةً وستين كيلومتر مربع؛ تمثيلٌ يعادل سبع بالمائة تقريبًا من مجموع مساحة البلاد الضخمة.
إن تاريخ أرض الجوف غني بالأحداث منذ القدم حتى عصرنا الحالي. لقد كانت موطنًا لمملكة معين الشهيرة والتي تركت بصماتها الثقافية والحضارية الواضحة حتى يومنا هذا. ومازال آثار تلك الحقبة الذهبية بادية للعين في مواقع كثيرة عبر ربوع المحافظة كقرناو والخربة البيضاء والخربة السوداء وغيرها الكثير مما يعد معلم جذب للسائحين المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية والعالم الإسلامي عموماً.
وعلى الرغم من كونها مركزاً رئيسياً للحراك السياسي والتاريخي، إلا أنها أيضًا تزدهر اقتصاديًا بشكل كبير بسبب اعتماد أهلها بشكل أساسي على الزراعة واستصلاح الأراضي الخصبة المنتشرة بكثافة هناك. ف占地٠,5% من إنتاج الأمن الغذائي الوطني وفق آخر التقارير الرسمية بحسب وزارة الزراعة والثروة الحيوانية. تنوع المنتجات الزراعية واضح بين مختلف الأصناف بدءاً بالحبوب كافة وسلطات الطاولات وفواكه الموسم وحتى الأعلاف اللازمة للإنتاج الحيواني. يساهم قرابة خمسمائة وعشرين ألف مواطن -حسب تعداد ٢٠١١- بتطور المجتمع وتقدمه وسط بيئتهم الطبيعية الصحراوية المتاحة بكثرة حول مدينتَي الرجرز وزهرجوف وغيلي ومتون ومصليبات وخمائم ورقمان وكبير وحظوظ وشافيع واراضي خطاب وكلوقيت ممن لهم حق انتماء لها حسب القوانين الدستورية النافذة حالياً .
تتنوع التضاريس بين المناطق المرتفعة قليلاً والجبال الصغيرة لكن أغلب بنيتها عبارة عن مستويات مرتفعة قليلا ولكن قابلة للاستخدام المناخي المناسب للأنشطة البشرية والتي تستغل لصالح البنية التحتية الحديثة والسكان المستقرين بها سواء أكانت دوائرها الحكومية أو مدارس تعليم المواطنين مباني عامة أخرى ضرورية لحياة الناس اليومية المعاصرة.
