تُعتبر طوكيو، باعتبارها عاصمة اليابان، نقطة الانطلاق نحو فهم عميق لهذه الأمة الآسيوية المنفتحة. تقع هذه الحاضرة النابضة بالحياة في جزيرة هونشو، وهي الركيزة الأكبر بين الجزر الأربع الرئيسية التي تشكل اليابان. ومع مرور الزمن، توسعت المدينة لتصل لمساحة مذهلة تبلغ حوالي ١٠,٠٠٠ كم٢؛ مما جعل منها أحد أكبر المدن الحضرية في العالم. الموقع الاستراتيجي لطوكيو عند ملتقى نهري Sumida وخليج طوكيو يعكس أهميته التاريخية والحالية.

على مر العقود، شهدت طوكيو تحديات طبيعية هائلة مثل الحريق المدمر عام ١٩٢٣ الناجم عن زلزال مدمر دمر نصف المباني آنذاك. ولكن رغم كل تلك المحن، ظلت روح الشعب الياباني ثابتة ومصممًا على النهوض مجددًا. وقد شكل صمودهم أمام محنة الحرب العالمية الثانية درسًا للعالم بأسره حول القوة الإنسانية والإرادة الجامحة للبقاء.

يتمثل اقتصاد طوكيو أساسًا في قطاعَيْ الصناعة والتجارة الواسعين اللذَين يدعمهما تنوع واسع للاقتصاد الموازي بما فيه التصنيع الغذائي والصناعي الضخم بالإضافة إلى القطاعات الحديثة المتخصصة بالتكنولوجيا والملابس والنسيج وما إليها.

بالانتقال إلى الجانب الثقافي العملاق لطوكيو، فهي تزخر بالمواقع والمعارض الفنية الرائعة مثل المتحف الوطني -أكبر متحف ياباني يحوي ثروة تاريخية غنية ومتنوعة تضم نحو٨۰٬۰۰۰ قطعة أثرية تغطي تاريخ اليابان بأكمله-.كما يمكن للأجيال الجديدة اكتشاف تراث الماضي عبر زيارة رواق Horiju Museum المليء بالأعمال الفنّية ذات الأصل البعيد نسبياً منذ عصر Heian Period أي خلال القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً! علاوة على ذلك، تحتضن مدينة طوكيو أيضًا متحفا خاصا يُسلط الضوء على الطابع القديم للسكان من خلال إعادة إعمار أحياء قديمة شهيرة كانت موجودة سابقاً داخل منطقة Asakusa الشهيرة. أخيرا وليس آخرا، يتمثل المتحف الوطني ذو الإنتاج العالمي في عرضه للفنانين المعروفين على مستوى العالم بدءا من مانيه مروراً برونوار وانتهاء بجياكوميتي...إلى غير ذلك كثير ممن يعتبرونه إضافة للقائمة الدولية للفنون الجميلة. إن كل ما سبق يؤكد مكانة وطوكيو الريادة والمتميزة بلا منافس فيما تقدمه حين تجمع ثقافتها الغنية بالموروث الشعبي وعادات اليوم المعتمدة حديثا سواء لنفس المجتمع الداخلي لها او حتى لمن يرغب بجذب السياح المهتمين بكشف المزيد عن كنوز أرض الشمس المشرقة ("النيكو").