تقع منطقة اليمامة الواسعة في عمق القلب الجنوبي لمنطقة نجد داخل المملكة العربية السعودية، لتكون أحد أبرز مناطق التنوع الطبيعي والثراء الاقتصادي في شبه الجزيرة العربية. تتميز جغرافياً بشكل رباعي تقريباً على الخرائط، محاطة بصواع الرمل القاسية من كافة الاتجاهات؛ فشمالها يستحوذ عليه هبوب رياح "الساير"، بينما تغطي رمال "الربع الخالي" جانبيها الجنوبيين. أما شرقها وغربها، فتنتشي فيهما سلاسل النفود المتناثرة مثل "الغزير" و"قنيفذة". لكن ما يلفت النظر حقاً هو دور الجبل المدوّر المعروف باسم "طويق"، والذي يعرف أيضاً بجبل اليمامة، كعمود فقري لهذه المنطقة، ممتداً عبر امتداداتها الشمالية حتى تضاريس الزلفي الصخرية.
يشكل هذا الإطار الجغرافي خلفية مثالية لمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية المحلية والأنهار والبحيرات الدائمة والجداول الموسمية. وتتنوع الأودية هنا أيضًا، بدءاً بوادٍ غائر كالـ"الفقي" وصولاً لوادي المرخ العميق المنحدر ومروراً بمصب الحنيفة المطمئنة وما ورائهما متاهة متاهة تمتد عبر الطرف الشرقي للمنطقة تحت اسم Wadi Maaroufa. ليس هذا فقط وإنما تستعر الحياة بين أحضان أفلاج الخرج وبساتين الأشجار الظليلة حولledar.
ومن الناحية السياسية والتاريخية، تحكم اليمامة عدة ولايات مشهورة منذ القدم وكانت وما تزال مركز جذب للسكان العرب المختلفين بحكم توافر موارد طبيعية وفيرة جعلتها ملاذاً مثالياً لهم رغم ظروف بيئتهم الصعبة. يمكن تلخيص قصة نشوئها ومعاني اسمها فيما يلي: كانت تُطلق عليها أسماء مختلفة قبل تعرّضها للتغيير المستمر ليصبح نهايتها الحالي; منها العراض, جوؤ, قرية وحتى عين معروفة بسجل تاريخي ملحمى تحمل ذكرى فارسية تدعى "اليمامة", وقد اختير لها ذلك الاسم تخليدا لصاحبتها البطولية المرأة الهلالية شهيرة البصيرة التركيز المكتشفات مساحة كبيرة نسبيا وصل لعشر الاف ميل مربع مما يعكس مكانة مهمة ضمن خارطة الوطن الأم بشمال جزيرة العرب الكبير حيث تتوسط الخطوط الرئيسية الرابطة لما بين العراق وسورية والشام وحوض الخليج وبحر عمان بالإضافة لجيرانيه التقليدين الحجاز والسعودية الحديثة!
لقد ترك الرهان الثقافي دي بجانب الرحلات الاستكشافية التي قام بها رحالة عالميان بارزون كابن بطوطه وغيره الكثيرون علاماته علي سطح تلك الأرض الغنية بالتاريخ والإبداع الإنساني متغلغل جذورهما عميقآ وسط روافد حضارات مضت وروائعها .
