إن عملية ولادة الطفل تُعتبر من أهم المعجزات الربانية التي تحدث أمام أعيننا بلا ملل. إنها رحلة مليئة بالمراحل المثيرة للاهتمام والصعبة تتطلب الكثير من التوتر والقوة من جانب الأم. دعونا نتعمق أكثر لفهم كيفية سير هذه العملية بشكل مفصل وآلياتها البيولوجية المختلفة:
قبل بداية المخاض مباشرة، تعاني المرأة الحامل عادةً من فقدان سدادة مخاطية تغلق قناة عنق الرحم، وهي عبارة عن تجمع دموي يشير إلى اقتراب موعد الولادة. بعد ذلك، يحدث انفجار للغشاء المحيط بالجنين، والذي يعرف بسائل الأمانيون، مما يؤدي لنزوله تباعًا عبر المهبل كقطرات صغيرة إلا أنه سرعان ما يصل ذروته بنزول كميات كبيرة منه مرة واحدة. وبمجرد انتهاء تلك الخطوات الأولى، تصبح الحاجة ضرورية لدخول المشفى لانطلاق أولى آلام الطلق التقلصات العضلية المنتظمة لقناة عنق الرحم المؤلمة نسبياً والتي تتشابه نوعاً ما بانقباضات الدورة الشهرية لكن بكثافة أعلى.
مع تقدم الانقباضات الحزم والعزم نحو قوة وثبات أكثر فصلاً زمنيًا أقصر وفترات تجاور الأقسى منها بعضهما البعض، ستلاحظ الأم شعور غير اعتيادي بدافع دفع قوي للغاية. هنا تبدأ رؤيتها لرأس جنينها الصغير يخضب بإضاءة خافتة فوق فتحة مهبلها، إذ يحاول طفلك الخروج بجهد كبير مستعيناً بمساعدة عضلات الحوض الخاصة بك - ربما تحتاج لحظة راحة بسيطة قبل دفع الجزء الأكبر من جسده خارج منطقة تناسل أمّه بينما يساعد الطبيب بتوسيع المنطقة إذا كانت الضيقة جداً بما فيه الكفاية لاستقبال مولود البركة أخيرا!
يختلف طول مدة عميلة الوضع عموما مابين ١٢ الى ١٨ ساعة تقريبًا بناء على وضع حالتك الصحية العامة وظروف حملك الأخرى المتنوعة مثل عدد الأطفال السابقون وغيرها العديد..لكن شيء واحد ثابت قطعيه منذ الان وهو الشعور الداخلي للأمومة تجاه صغيرك بغض النظر عن مدى الآلام والمعاناة الذهنية والجسدية بل وأنسي ذاتها بكل سعادتها وأفراحها الممزوجة بمزيج ابداعي رائع وسط أحضان عالم جدد جديد مثالي تمام الثقة والإخلاص مطلوب فقط التعزيز له ببركات نعمة الحياة التي منحها عز وجل بحكمة ودقة مبهرة حقا .. سبحان الله القادر علي كل شيئ .
