تقع الحبشة، والمعروفة الآن بإثيوبيا، في شمال شرق القارة الأفريقية، تحديدًا ضمن منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية. تشترك هذه البلاد ذات التراث الروحي والثقافي الغني في حدود مع عدة دول شقيقة لها، بما في ذلك جنوب السودان والسودان غربًا، وإريتريا وجيبوتي شمالًا، وكينيا جنوبًا، والصومال شرقًا. ويبلغ تعداد سكانها حاليًا أكثر من ثمانية وثلاثين مليونا نسمة ويتحدثون مجموعة متنوعة من اللغات تعكس تنوعها العرقي والتاريخ الطويل لهذه الأراض المقدسة. لقد شهدت حبشة/إثيوبيا العديد من الحقب التاريخية المثيرة للإعجاب منذ القدم حتى أيامنا هذه.
ومن أهم عوامل شهرتها العالمية أنها موطن أكسوم؛ واحدة من ممالك العصور الوسطى الأولى التي أسست حضارة مزدهرة عبر الأزمان. وفي داخل أراضيها اكتشف باحثو الآثار أول هيكل بشري معروف للعالم يعود لتلك الحقبة البائدة حين بلغ عمر البشر ستة ملايين سنة تقريبًا! كما برز دور إثيوبيا خلال الحرب العالمية الثانية عندما خاضت مقاومة بطولية ضد قوات الاحتلال الإيطالية وحافظت بذلك على استقلالها لتصبح الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي لم تخضع للاستعمار الأوروبي بشكل مباشر طيلة قرنين كاملين سابقة لذلك الحدث المحوري آنذاك!
أما العاصمة الحديثة للإمبراطورية الاثيوبية فتحمل اسم "أديس أبابا" أي "زهور جديدة"، وهي رمز للحياة الجديدة بعد مرحلة طويلة دامية للغاية. هناك أيضاً تجدر الإشارة هنا إلى كون ايثيوپیا البلد المصنف رقم واحد عالمياً بالنسبة لكمية المياه المتاحة لكل فرد مما جعل منها واحداً مميزتين بيئياً وبشريا كذلك نظراً لأن معظم مواطنيها ينتمون لجنسيات أقليات عرقي مختلفة تساهم بتنوع ثقافي غنى ومرونة اقتصاديه هائلة رغم العقبات الطبيعيه والنضالات السياسية المستمرة داخليا وخارجيا أيضا. ومن الجدير ذكره حول النمط الحاكم الحالي فهو نظام سياسي ديمقراطى وفيدرالى يتمتع بدرجه عاليه نسبياً من حرية الرأي والممارسه الدينية متعدد الأديان الرئيسية الثلاثة الأصليه المنتشرة بها وهم الاسلام والمسيحية والهندوسية علاوة علي معتقداتها التقليدية المحلية الأصيلة الخاصة بكل قبيله وكل اقليم بمختلف أصنافهم العديدة جدا . أخيرا وليس آخراً يعد البيزو عملتهم الرسميه المعتمدة حديثاً أما سابق له فقد استخدم جنيه الذهب القديم الذى يعتبر جزء لايتجزءمن تراثها المجيد واساطيره الخالده حتي يوم الناس هذا !.
