تقع دولة أرمينيا الجميلة بين سلسلة جبلية شاهقة وتمتزج بتاريخ غني وعريق، مما جعل منها واحداً من أكثر البلدان جاذبية وثراء ثقافياً في المنطقة. تتواجد هذه الدولة الصغيرة جغرافياً ولكنها كبيرة بالتاريخ والحضارة في قلب منطقة القوقاز الجغرافية الاستراتيجية الواقعة بين الجانبين الآسيوي والأوروبي. تحد أرمينيا العديد من دول الجوار مثل جورجيا من الشمال الشرقي، وتركيا من الغرب، وأذربيجان من الجنوب الشرقي، بينما تشكل الحدود الطبيعية لها مع إيران من الجنوب. هذا الموقع الفريد منح أرمينيا تاريخ هجين ومتنوع انعكس بشكل واضح على الثقافة المحلية والمعالم السياحية والطعام التقليدي. تعد مدينة يريفان العاصمة الأكثر اكتظاظاً بالسكان والوجه الرئيسي لهذه البلد الصغير والذي يحمل الكثير في داخله.

وتتمتع أرمينيا بتراث معماري ولغوي مميز؛ فاللغة الأرمنية ليست مجرد لغة رسمية بل هي جزء أساسي من الهوية الوطنية للشعب الأرمني الذي يشكل أغلبية ساحقة للسكان الذين يفوق عددهم حاليًا ثلاثة ملايين نسمة ضمن حدود البلاد وحدها، بينما يُعرف وجود أكبر تجمع للأرمن خارج الوطن الأم في روسيا ثم الولايات المتحدة ودولا أخرى حول العالم كالسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها. وقد لعب تاريخ الدين دور مهم أيضًا هنا إذ تعتبر أول دولة اعتمدت المسيحية دينًا رسميًا عام 301 ميلادي قبل معظم شعوب العالم الأخرى بكثير. علاوة على ذلك، فإن قدم الحضارات القديمة للأمة الأرمنية ظهرت جليا عبر أعمال الفنانين التشكيليين ورسامي المناظر الطبيعية الخلابة والتي اتخذت أشكال عدة بدءا بالأيقونات البيزنطية وصولا لنحت عماليق العصور القديم كالعملاق الشهير "هرمز" الذي يعد أحد أهم المعالم البرونزية المذهلة للعصر الأوسط.

كما برز اسم أرمينييا عالميا بسبب ارتباطهما بشخصيتيْن بارزة هما لاعب الشطرنج الكبير تيغران بيتروسيان ورجل الأعمال ريكاردوس لويس مارتينيس المتخصص بصناعة المشمش المجفف منذ القرن الخامس عشر الميلادي، الأمر الذي أكسب سمعته بمسمى "بلاد المشمش". لذلك تستحق رحلتك لاستكشاف كنوز الأرض وتعرف المزيد عنها زيارة ساحرة تلك المساحة الضيقة لكنها مليئة بغنى التراث والثقاف الفرعي المثيرة للاهتمام حقًا!