تُعتبر قرطبة إحدى الوجهات السياحية البارزة والمعروفة عالميًا والتي تحتضن تاريخًا غنيًا وثقافة متنوعة. تقع هذه المدينة التاريخية الرائعة في جنوب غرب إسبانيا ضمن منطقة الأندلس الجميلة. تحديدًا، تتمركز قرطبة عند ملتقى نهري الوادي الكبير وغوادالكيرز، مما جعل موقعها استراتيجيًا هامًا عبر العصور المختلفة.

تعكس هندسة القرون الوسطى والفن المعماري الإسلامي ذروة ازدهار قرطبة الثقافي والفكري عندما كانت العاصمة للدولة الأموية بالأندلس. تتميز تضاريس المدينة بسلاسل جبلية خلابة تغطي الجزء الشمالي لها مثل سلسلة جبال "سييرا مورينا". تنقسم المحافظة الحديثة لقرطبة حاليا إلى ثلاث مناطق: المنطقة الريفية المعروفة بـ"Campo de Calatrava"، بالإضافة لمنطقة الأراضي الرطبة الواقعة على طول نهر غوادالكيرز ("Camino del Río") والمناطق الحضرية المركزية.

اشتهرت قرطبة بتاريخها الطويل كمركز للعلم والفكر والثقافة الإسلامية قبل الفتح المسيحي عام ١٢٣٦ ميلادياً. وقد شهد عصر الخلافة المبكرة ظهور شخصيات بارزة تشكلت على يدها حضارة تلك الحقبة بما فيها الشعراء الأدباء وابن حزم العالم الفذ والرحالة الشهيرة ولادة بنت المستكفي وغيرهم الكثير ممَن حملوا راية النهضة العلمية حينذاك.

وفيما يلي بعض المعالم البارزة المتواجدة داخل حدود مدينة قرطبة اليوم والتي تعكس بصمة الماضي وما تركوه خلفهم للأجيال القادمة: مسجدهم الجامع المهيب وهو أحد مواقع اليونسكو للتراث الإنساني؛ وجسورهم القديمة المؤدية للجسر الروماني فوق نهر الوادي الكبير; وشوارع حي اليهود القديم; ودور المدائن العربية التقليدية;; والحمامات العامة لعصر الدولة الأموية كل ذلك يجسد روعة الهندسة المعمارية الإسلامية المُمتزجة بطابع الفن الأوروبي الحديث لتقدم تجربة فريدة للسائح الراغب باستيعاب جمال تاريخ بلاد الأندلس القديمة بشكل مباشر ومعيشي أكثر لحظة زيارتهم لهذه الحاضرة الذائعة الصيت بين مدينتي شمس المغرب والإشراق شرق الشمس بحسب وصف الرحالة العربي عبد الرحمان الصوفي عنها. لذلك فهي تستحق فعلا تسميتها بـ "جوهرة اسبانيا الحقيقية"!