نيوزيلندا هي دولة جزيرة تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ. وهي تتكون من جزيرتين رئيسيتين هما الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر حجماً. تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة والمذهلة التي تضم مزيجاً فريداً من البراكين والتلال والجبال الشاهقة. تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 268,680 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أصغر الدول من حيث المساحة في العالم ولكن مع كثافة سكانية كبيرة نسبياً.
تتميز نيوزيلندا بموقع استراتيجي مهم بين القارتين الأسترالية والأنتاركتيكية. ففي شمال البلاد، تبعد حوالي 1500 كيلومتر تقريباً عن شرق أستراليا، بينما تفصلها مسافة مشابهة عن جزر تونغا وفجي الواقعة في وسط المحيط الهادئ. كما أنها قريبة نسبياً من أنتاركتيكا الجليدية والتي يمكن الوصول إليها عبر البحر خلال موسم الصيف المداري. هذا الموقع الفريد ساهم بشكل كبير في تنوع بيئي وبشري غنى في هذه الدولة الصغيرة نسبيّاً.
تاريخياً، كانت نيوزيلندا مأهولة بالسكان الأصليين المعروفين باسم "ماوري" الذين وصلوا إلى هناك منذ القرن الثالث عشر الميلادي قادمين من بولينيزيا الاستوائية. وبعد ذلك، اكتشف واكتشاف الأوروبيون للمنطقة بدأت فترة جديدة مليئة بالتغيرات الثقافية والديموغرافية العميقة التأثير. اليوم، تعد نيوزيلندا كياناً متعدد الأعراق والثقافات، يجتمع فيها السكان المحليون والعالميين بروح وحدة وطنية واحترام للتراث المشترك الغني والمتنوع للأمة.
على الصعيد الاقتصادي والسياسي، تتمتع نيوزيلندا باستقلال ذاتي ضمن النظام الملكي الدستوري البريطاني باعتبارها إحدى دول الكومنولث. إنها عضو مؤسس لمنتدى آسيا-الباسيفيك وأحد الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي الناتو. اقتصاديًا تعتمد البلاد بشكل أساسي على التصدير الزراعي والصناعات المرتبطة بذلك مثل إنتاج اللحوم والحليب ومنتجات الألبان وغيرها الكثير. كذلك تحتل السياحة مكانة بارزة كون طبيعتها الخلابة وجهة جاذبة للسائحين عالمياً طوال العام.
تلعب جغرافياً المناخ المعتدل لدولة نيوزيلندا دور هام أيضاً نظرًا لتكوُّن نظام طقسي متنوع يؤثر فيه موقع البلاد الفلكي وملامح سطح الأرض المتنوعة بما يشمل الجبال والبحيرات والشواطئ الطويلة المطلة على محيطها الهاديء عادةً. كل ما سبق ذكره يساهم بتشكيل هويّة خاصة لهذه الدولة وحضور غير قابل للمساواة في منطقة المحيط الهادئ الكبير جدًّا.
